نصر جميل شعث
(1)
مثل أعمى
كان يتعكّز على قصّة حياته
التي صارت طويلةً
مثل شجرةٍ
صار يرفع يدَه إلى أعلى
ليقطف منها.
(2)
كلّنا لنا قصصٌ
مِن عنفِ طولها قطّعناها
وحزّمناها
كضمّة نعنع
حتى ترقص.
(3)
ظلّي زميلُ عمل
أنشطُ منّي
أطولُ مني
يتحمّلُ وقوفَ المدير وزملائي عليه
ولا ينظر لساعة الحائط.
(4)
أجري في طُرق الحياة
لكي لا أرى طولها من بعيد فأتعب.
ولأنّي أراكِ
أكتبُ أشياءَ عليها العين.
جسمُك كالسهم
لا يصلح للرقص.
(5)
شخصٌ ما يلاحقني
يرمي إلى رأسي بأفكار عن طول النهر
عرفتُها قبل أن يظهرَ
وأجلتُ كتابتها بيد قصيرة
لم تقع كاملةً على الخريطة
كما تقعُ على ركبة مُصَلٍّ
أو مُدخّنٍ عَصَبيّ.
(6)
كانت الثمارُ
التي تَطالُها يدي قاسية
على وصف أمي كالأحجار
فأقطعُ حجرًا
أرشقُ به ثمرةً
في الأعالي ناضجة.
________________
*من “خاطف الغزالة يتعثر بأعشابها”