لبنى باحشوان
بدأ المطر بالهطول معلناً بداية فصلٍ آخر.
في كرسيه الهزاز المصنوع منْ خيوط سعف النخيل المحبوكة، ينظرُ منْ خلف نافذتهِ بِعينين تحجبهما نظارةٌ اعتادت أن تتكىء فوق أنفه وتتوسط أطرافها أذنيه الهرمتين.
قطرات المطر المنهمرة أنعشت في ذاكرته بضعَ ملامح لأوجه أوشكَ على مغادرتها؛ لربما بشروق شمس اعتادت على أخذ مكانها صبيحة كلَّ يوم من دون منازع لتمحو ماكان الليل يحويه.
ابتسامة وغمازة بخدها الأيسر تجاهد للبقاء في إحدى زوايا ذاكرته،
عينان بنيتان تشعانُ مبتهجتين لحديث مازح دار بينهما، كطير يحلق بفضائه رحباً فرحاً من دون قيد.
رويداً تقترب منه بعض الهمسات علّها جاءت مع تلك
القطرات أو امتطتها عنوه لتأتي وتدلف لحناياه
ببرودة القطرات.
يغسلُ المطر هناك بالخارج كلَّ شيء،
لا!
بل يسقي بعضٌ منهُ الأودية العطشى،
وهو!
مايزال يجاهد ليزيح ملامحَ أخرى استوطنته!!..
11/3/2018