لينا شيخو
يُعَلّقني مشـجبُ الحنين فأتدلّى بسـِلٔمٍ حائر؛ وتعبثُ بكلّـي ريح أرواحٍ ..
تعزفني تناهيد الناي بشـفاهٍ كلّها لي ..
عيني كعصـفورٍ خائفٍ، كلّما طارتْ فيه الحياة
أوقعها في فخاخ العقل ..
وحدَهُ الجنون يبتهل في ركنٍ قصيً ..!
أنضو عن روحـي كلّ هذا الغبَـش..
أهذّب حزني زهاء طرفة ليل واحد ..
.
.
” أسـتاذٌ ” وقورٌ هذا الشّـوق الحاذق ..!
بلغَ أعلى سـلّم الوجد والسؤدد .
يحملني بخفّة على براق التّيـه فأفتحُ رتاج الأفق بجرأةٍ ..لأقرأ مخطوطة في كتاب الغمام :
هذا العطـش بريدُ الماء الأكيد..فـ لغـةُ الماء هي نسْــغ المجاز ..
أتمادى في ولهي كَودقٍ ثَمِـل بأرضِ طُهـرٍ آفلـة.
كجدولٍ رصين من نثار الضوء والهباءات الخجولة ..
كطفلـةٍ تملؤني قبضة من أثَرِ الذّهول ..!
قلبٌ يقول نعم ، ولسـانٌ يلوكُ لاءاته ،
تصافحا في مشـهدِ سـلام ٍنادر ..
” هل هناكَ نيّـة لنداء العطـر ” ؟!
ـ تسألُ قارورة الوَرْد ـ بعدَ أن هربَ الصوتُ من فمها إلى البلاد الباردة .
عُمـرُ الومضـة أقصرُ من لحظـةِ الموت ..
كيف يتأتّى أن يتّسـعَ لي
لأذرعَ الإمكانَ في التماهي فيها
كحلـمٍ لا إفاقة بعده ؟!
كخـرافةٍ من حريرٍ فوق العادة !
راحُ المحبّةِ يُسـقى بلا كؤوس ، وسـاقيةُ الصّـبا وردةٌ منفـردة ..
مرّتْ في رواقِ الشّمس تركتْ بعضها يتبعها ، وأترَعتْ قلوبهم بالعطش.
هكذا حدّثتنا المحبة وهي تشرب أنفاسـنا.