فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

بوست

القيامة برفّة رصاصة

حسن بولهويشات

لم أحبّ منذ أعوامٍ أو على الأصح أحببتُ باقتضاب وبمقاس بخيلٍ عندما كنت منافقًا في مشاعري الداخليّة طوال السنوات الأخيرة كجميع الحكومات العربيّة، منافقًا بوجهين ، ومثل مجموعات الواتساب لبعض المؤسسات التعليميّة التي تقرأ فيها ” جمعة مباركة” و ” إنا لله إنّا إليه راجعون” وهلم هذرًا!!

ومع كلّ هذا كتبت قصائد في الحبّ، أو هكذا أخالها حدّ أن توفّر لديّ كتاب شعري في هذا الشأن، وبحجم كتاب” طوق الحمامة” لابن حزم الأندلسي. هذا عمل جيّد، لكن أخاف أن تسوء أحوال البلاد، بلادي وبلادكم ، في قادم الأعوام وتندلع حروبٌ كثيرة ويفرّ حكّام عرب وأفارقة إلى جزر بعيدة ليتقابلوا على بقيّة سعادة كطيور كاسرة تاركين شوارع الوطن الوسيعة وأزقته الخلفيّة تكتظ بجثث أدمية، فيما تفوح رائحة الموت في الأجواء، ويظهر معطوبون وجرحى في صوّر أكثر من جريدة، وتنكّس الأعلام فوق سطوح الوزارات والبرلمانات الغشّاشة.

أن تحدث القيّامة برفّة رصاصة، ويظهر عزرائيل جوّالا بعكّاز ولحية بيضاء.
أن تصير قصائدي التي كتبتها في الحب مجرّد بولة حزينة في امتحان شفوي.
مجرّد قشّة تبنٍ في معطف فلاح ماتت زوجته وأولاده اختناقًا بالغاز. أو مجرّد زرّ منزوع من وزرة تلميذة الإبتدائي الواقفة بحيرة المسافر بين السابعة صباحًا والثامنة ألمًا. وأن يخرج القارئ، في النهاية، من معطف غوغول وينعتني بالتّافه وبأنّي خارج المرحلة. وربمّا ظهر ناقدٌ بقسوة عبّاس محمود العقاد وجرّب على قصائدي جميع المناهج النقدية القديمة والحديثة قبل أن ينعتني بالعدميّة والإسفاف الشّعري.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *