الرئيسية / نصوص / عن أعمالٍ مشينةٍ في الليل

عن أعمالٍ مشينةٍ في الليل

صلاح فائق

 

كلماتكَ جميلة, تشبهُ طوابع ثمينة من متحف
او كعملاتٍ قديمة في قرى الأرياف.
تقرأُ أردأَ الكتبِ في الهواء الطلق
تقودُ ضريراً ليلعب, مع زملائه العميان,
في ملعبٍ لكرة القدم,
تميلُ الى الفسقِ, شتمِ نواب البلديات
صفعِ قساوسةٍ إلا إذا تابوا
عن أعمالٍ مشينةٍ في الليل.
أخبركَ: ولدتَ ولم ترك امك ولا انت لحظتها
كان هناك ذئبٌ محنّطٌ
يتطلعُ اليكَ بعينينِ تتحركان
مازلتُ أتذكرُهُ حين أنام

*
لا تصدقوا ما يشاعُ عنهُ
لم يكنْ بائع خمورٍ ,
كتب تناسخ الأرواح, أو معاطف من فرو السناجب
إشتغلَ لسنواتٍ في مأوى لمهاجرين,
أنجزَ أبحاثاً, ترجمَ, رسمَ
وفي الأمسياتِ كتبَ أشعاراً
لم يرها او يقراها احد بعد

*
أنوي العودة الى الطبيعة
لكني لا أعرفُ الطريقُ اليها
وما زالت على هذه الأرض.
هكذا سأتخلصُ من تلعثمي في الأماكن العامة,
وفي مناماتي مع أصدقاء ألتقيهم, ماتوا قبل أعوام.
أحرقُ أحياناً بعض ملابسي القديمة
لأحتجّ على صيدِ دببة: وهذا لا يفيدُ
إلا إذا تعودتُ على البقاء لامرئيّاً
في باخرةٍ, وأقضي الليالي متأملاً
او مستدرجاً ذكرياتٍ الى ما بقي من حياتي,
منها ظلّي ويختفي لأيام ثم يعودُ
لا يقولُ أينَ كانَ ولم ذهب

*

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

تلك الحياة

غسان زقطان ذاهبٌ كي أَرى كيفَ ماتُوا ذاهبٌ نحوَ ذاكَ الخرابِ ذاهِبٌ ...