الرئيسية / نصوص / في صحبة جلال الدين الرومي

في صحبة جلال الدين الرومي

عبدالكريم كاصد

 

لقاءٌ في الحلم:

في نومي
قابلني مولاي الشيخُ جلالُ الدين الروميّ
قلتُ لهُ:
يا شيخي ما الفرقُ تُرى بين الحانةِ
والمسجدْ؟
قالَ وقد علتِ الصفرةُ وجهَهُ:
في الحانةِ
يقتربُ اللهُ من العبد
وفي المسجد
يقترب العبدُ من الله
قلتُ: وهلْ ذَكرتْ أسفارُكَ هذا يا أبتِ؟
قالَ: وأنّى للميّتِ أنْ يتذكرَ..
ثمّ أفقت

في الحانة:

أبتِ
لماذا دعوتَني إلى حانتك/ وعرضتَ عليّ خمورَك.. كلَّ خمورِك/ وطلبتَ- وقد أمسيتُ أنا الثَّمِل الراكع في الحانة – ألاّ أخرجَ سكران؟

*

أأظلُّ هنا في الحانة
بين نداماك
متى تأتي؟

*

ملائكةٌ أقبلتْ
فلماذا الحانةُ مغلقةٌ؟

*

النجومُ تتعثّرُ في الساحة
الشمسُ تتعثّرُ في الساحة
القمرُ يتعثّرُ في الساحة
وأنا وأنت مليكان
يتعتِعُنا السُّكْر

*

أسر:

بقامةٍ ممشوقةٍ
تقطعُني كالسيف
وتبعثُني كالربّ

*

انا الببغاء
– ببغاؤكِ-
أين القفص؟

*

كنسرٍ معصوبِ العينين
أتحسّسُ عريَكِ
بجناحيّ

*

لنحلّقْ أنا وأنتِ طائرَين
في عدمٍ كالوجود

*

ظلال:

الظلال تملأ البيت
ظلالٌ حائرةٌ..
وأخرى تبتسم
ولكنْ
من ذاك الظلُّ الواقفُ وحدَهُ في الشمس؟
ما شأنُهُ يا أبتِ؟

*

حتّامَ نسيرُ على البحر
ونخوّضُ في اليابسة؟

*

ماذا نفعلُ في هذا الفجر؟
النهارُ طويلٌ.. طويل
كالأبدية

*

أنرقص؟
أوطانٌ ترقصُ
وتدور..
يا أبتِ

*

خاتمة:

نحن الشعراء
الأطفال
أحبّاء الله
سيُجلسنا الله
قريبين إلى عرشهِ.. متّكئين
وقد نُسمِعُهُ ما قلنا من كُفرٍ أنشدناهُ..
فيضحك
مبتهجاً بقصائدنا.. اللهْ
___________
لندن 2018

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

تلك الحياة

غسان زقطان ذاهبٌ كي أَرى كيفَ ماتُوا ذاهبٌ نحوَ ذاكَ الخرابِ ذاهِبٌ ...