ضياف البرّاق
الشعر ليس الإيقاع أو الشكل، ليس حداثة الكلمات أو رصّ الصور اللامعة في شكل ما، إنما هو الفِكر والرؤى والعِراك الحقيقي مع تفاصيل الواقع مرورًا بالمستقبل. قصيدة الرؤى والفِكر هي القصيدة النظيفة، ومستقبل هذه القصيدة، يتجدد ويزدهر مع الوقت ولا يموت إطلاقًا.
وحدها الفلسفة هي التي تعطي للنص الشعري مساحة ضوئية واسعة في الحياة، ومكانة باقية في الذاكرة الإنسانية. تولد القصيدة لكي تقاوم وتعيش، لا لكي تتعثّر وتموت.
إذن..القصيدة سؤال مفتوح، يوجهه الشاعر للعالَم، لا لنفسه.
أما القصائد المقيّدة والناعمة، – أي تلك القصائد الخاوية، التي لا تعصف بذهن الإنسان، ولا تثير الحياة بداخله – فلا تأثير لها، ومداها الزمني قصير جدًا.
ليس من مستقبل لتلك القصائد التي تخلو من الفوضى الجمالية والسؤال الحر. وأعتقد أن الفلسفة مهمة للغاية بالنسبة للقصيدة، لأنها أداة حياتية فعالة، كما أنها تحمي أفكار وخيال الشاعر من النسيان أو غيره: مثل الجمود والتلف.
الشعر، هو ذلك التغيير الخلاق، الذي لا يعرف حدود. إنه الهدم والبناء في آن. هو الرفض، لا أكثر.
عن نفسي، لا تهمني تلك النصوص الشعرية، أيا كانت، التي لا تترك أثرًا في داخلي. قصيدة لا تهزّ لغة الجسد، ثم لا تخترق خفايا الواقع، ما الجدوى منها.
على الشاعر أن يستهدف، من خلال نصوصه، أو يحطم، قبل كل شيء، تلك التابوهات العنيدة، التي تزدري الإنسان والوجود، وتصادر العقل وحق التجديد.
مهمة الشاعر: تدريب الناس على الحب، وتنظيف الحياة من الأوساخ. هذا رأيي.