أحلام عثمان
لم يكن الآخرون حمقى حين رحلوا..
قد علموا أن الطريق مهما قصر،
لن يصلوا.
عادوا بخيباتهم
حفاة
عراة
عادوا لأرحامهم البليدة
يكتبون الشّعر ويلطمون بشذراته صدر الحياة.
تركونا هنا زنادقة ضلّوا طريق الله
لم يلتفتوا لنا ولا اكترثوا بما خلّفت خطاهم
حفراً ملّغمة بالخوف،
التهمتنا كضبعةٍ، كفرائس مُشتهاة.
تركونا وسط ريح هائجة
أوغلت بنا، رجمتنا بالحصى
فجّتنا،
وبكانا أيلول
تساقطنا أوراقاً.
ها نحن ذا،
نقيس بألسنتنا مسافة العدم
ونلهث بهم،
نلهث عنهم
نلهث السّراب،
كالحمقى.