محمد النعيمات
أريد لخوفي أن يظل معي
أريد لخوفي
أن يظل معي
أن يدلني دائماً
على رهبة الأشياء
وكطفلين عابثين
حين أعدو هارباً
-مُمسكاً بيدي-
يعدو معي
أريده حذِراً وجباناً مثلي
له صوتٌ كصوتي
حين يصرخ
وعينانِ كعينيَّ
حين يبكي
ويدانِ مرتعشتان كيديّ
أريده أن يكبر معي
أن يشيخ بجانبي
وحين يأتي الموت يوماً
بعربته القديمة المتهالكة
ووجهه المخيف
ولا نجد في ساقينا
طاقةً لنهرب
ولا في قلبينا
رغبةً لننجو
لا أريده أن يظل وحيداً
أريده معي
جَسوراً مثلي
ومبتسماً إلى جواري
كصديقين حميمين
على مقعدٍ واحدٍ
في عربة الموت.
**
مكتفيًا بفرحي
بعينيَّ هاتين
رأيت كل شيء
رأيت الوردة التي تفتّحت
والوردة التي ذبلت
رأيت النور الذي سطع
والنور الذي انطفأ
رأيت الضحكة
التي انبلجت على الشفاه
والدمعة التي ترقرقت في العيون
ورأيت القُبلة والرصاصة
وما صفقت لشيءٍ
ولا بكيت على شيء
كنت فقط
– كل هذا الوقت –
مكتفياً بفرحي
أراقب البهجة حين تولد
وحين تموت
مستنداً على حزني
أدفنها في عينيّ.