سونيا الفرجاني
أتعرّض لعزلة غامضة.
أن تكون مطيعا للنهار،
فكرة رديئة،
كلّ ما حولك يتلصّص عليك
حتى قارورة “الشامبو” المشرفة على النفاد.
مشط الخشب القديم
محتشد بسقوط الشعر الطويل
يشبه نملا مدفونا دفعة واحدة،
يحملق بي ويزعج رغبتي،في البقاء وحدي.
أتّسع وأضيق
كأنّني رئة بجعة أخفقت مسارها فداهمها الرعد.
أحاول أن أباغت هذه الفوضى بعزلة تليق
فأكنس أرقام الساعة
وأرميه.ا
أخرج من الغرفة بلا عينين
كيْ لا أرى أحدا
أو أتأخّر بمافيه الكفاية
فيفوتني اليوم بشؤونه
وأختلي بشؤوني.
أحاول
ولكنني أجد عينيّ في ثقبيْ جدار، تطلاّن على المدينة
وتطليان نهاري بلعنة، تتعامد فوقي،
شمسا مبتذلة، تفرط في الضوء ولا تصلح لعزلتي.
الكتابة ضحكتي الطاعنة في السنّ،
وأسناني المطمورة في وسادة نيئة،
أهرب من الغرفة إلى “الوصايا المغدورة”
أضع مكياجا خفيفا
لأنعش ذاكرة المرأة السابقة،
لم يبق على السّرير غيري،
غادر كلّ ما أعرف،
والآن أتعرّض لعزلة غامضة.