علوان الجيلاني
لا أفكر الليلة في شيء
أفكر في نفسي فحسب
أفكر كفارسٍ خسر الحرب
يهرب من الهزيمة ليتذكر تفاصيلَها
أفكر كطائر ظلّ طريق هجرته
يطير كثيرًا لكنه لا يصل
أفكر كوليٍّ لم يعد يرى شيئًا
يلاحق سراب روحِه ولا يروى
أفكر كنصٍّ يؤول بطريقة خاطئة
كل يوم يتحول إلى جدلٍ خاطىءٍ أيضًا
أفكر كباب مدينة عتيقة
يتعرى أمام الزوار طوال الوقت
أفكر كمرقومٍ قديم
أهميته أنه مرقوم فحسب
أفكر كبقايا عمودٍ في أثر مهدوم
يستجدي البلدوزرات أن تجهز عليه
أفكر كحلمٍ منسي
يتمنى أن يُروى ذات يوم
أفكر كندم عميق
لا أمل في التخلص منه
أفكر كمدينة تحت القصف
تقلقها أخبارُ العاجل أكثر من الحرب نفسها
أفكر كغريبٍ خائف
لا يتوقف الهاتف عن التلاعب به
أفكر كحائط على فيس بوك
يختنق بالتعليقات المتملقة
أفكر كسقف مشروخ
تصيبه اللعنات كلما سقط المطر
أفكر كلحظة عماء حادّ
نعجز فيها عن الكتابة تمامًا.