بلال قايد عمر/ اليمن
بيني وبينك عصارة ليلٍ
سؤالٌ يشهر الفقد من ضوء عيني
ونجومٍ تترقب النهار بخوف.
في الصمت ملايين من الفصول المكتملة
تراود جذعك أن تتساقط حِكمتهِ
فيولد من النهايات سريرا مكتملاً
نافذاتٍ يتناوبن الغياب.
وحين تضيق المرايا من ضحكاتنا
نعبئ الأغاني في أوراقنا المنسية
ونسافر.
تغري أن يفنى الفناء فينا.
فهزي عقارب الساعة علها تهز شوق الجدران.
هذا الوجوم يمتطي تجاعيد وجهي
والليل يحتسي جرحه الغائر
يراقب ما صنعته متاهاتك
وربع جدارٍ يقطع الطريق للمقهى
الظل ينتشي،ينغمس في مضاجعة النسيان
فتتلاشى في المجهول آلاف من عبارات العشق
وينبت داخلي ثقب أسود
والأمنية خرافةٌ ما زالت ترتجئ مجيئك.
فقلبي حفنةٌ من غبار.
تخلعين ما تبقى من ذاكرة الوحِشة
تتأنقين برش العطر وأحمر الشفاه
وفستانك المشغول بحياتي المبتورة
فتطلين كصورة متروكة في المطر!
أهي خطيئتي أن أودعت قلبي لديك
أن لملمت الزمن بكسر المسافات
وجعلت الوقت قربانا يمحو خطاياك.
بعيداً عنك شكلتني مرآة مليئة بالشروخ
يغيب “السين” في السراب
و “اللام” يشعل المدى
“الواو” يتقوقع داخل ذاته
“الألِف” انكسر في انعطافاته
يسافر ياء النداء في احشاء الغياب
وتُقاسم النهاية ارتعاش البداية
فطوبى لكفين مضمومتين تبعدان الرماد
من عينين ابيضّتا
“تجاهلت كل ما سبق”
ومضيت وليس في نيتي
أن تسقط نجمة الخيبات
واللاءات تتسرب من مساماتي
وفي طريقي اليك أمضي شحيح الحنين
واللهفة مشغولة بردم ما بيننا من شقوق
ولَهف يختزل الأسى!
حقنتِ اليأس في شراييني.
حين لوحتِ في وجهي ب” لا”
عبرتِ النبض المجروح من رمح الليل
تتقدمين ذاكرة الدم المنسل مني
وحيث الضوء المبلل بالحزن يكبو
يفتش في الخراب عن وطنٍ
كان يغفُو فوق خارطة صبوتي المهزومة.
“وذلك عنادك من أنفق العمر كله ضدك
لا يجيد الكلام في بلاد تشهر السحق في حدقاتكن
ستذرو رياحي كبرياءك،فلا عاصم له غدا
لا مرايا تعكس الغياب”تعيد السراب”
ولا موج يمحو ما خطه على شاطئي كبرياؤك”
أتعبني الدوران حولك…..
طرق بابك ونوافذك
تعبت من اختلاف ثوانيك
الكلمات تذوي بصمت
كلما هادنت عنادك.
في ذهني نجمة تحاول أن تولد
وحمامة تنام على كتفي الأيمن
وخيط من الدم يحبو للحرية
من ضلعي الأيسر.
تنسجين كل يوم أكاذيبك الصغيرة
وتجعلين الفراق انتصاراً لكِ
للحزن مواقيت
وعيون
ونار
فهل آن الأوان للوجد أن يعبر الجسور القديمة
أن يكون الجنون ضياءً
أن تذوب المواعيد في رشفة فنجان
وأن تتعطري بالحب
أن تتعطري بالحب.
وما زال المنفى يبحثُ عني في رأسي المنهك
وسراجٌ خدشته العتمة يحث الخطى
خطوات الريح
غابت في ضوء شهابٍ غادر جثتي.
وهي وحيدة مثل قبوٍ يحدق في فراغه
فلا عيناها أنصتتا لعناقي
ولا ما كتبه الدخان أطفأ احتراقي
وعمود إنارة يقتطع من تعاستي(رحمةً بي)
كلما مررت بجانبه.
يؤلمني ما ليس محددا وواضحاً
فهل يعتذر الواقع عما فعلته بي أحلامك
عالقا بين نبضي وحريتي
متيقنا من أن لا سبيل …
أشاهد هجرانها فتحتضن أصابعي ارتجافي ×
أحدثك عن شهوة العشق
تحدثينني عن الرحيل
أرسم ألوان الموسيقى في مساماتك
تكسرين أصابع البيانو
أضع بقايا أغنية فوق رف جدارٍ
منهك كجندي عاد من الحرب.
فتضعينني في أقرب سلةٍ للإهمال.
تلتقط صوري من حدثٍ فارغٍ
هل يشعر بالندم رأسي المليء بالهراء
تخط يدي جُملاً لا منطقية
من بريد الخاسرين، الغائبين
تمر عاداتك السيئة بطرقي المختومة بك
تراودني فكرة كُره تفاصيلك
أكتم حديثي عنها لأنجو.
أمضي خاليا من نفسي
أدفن وجهي في شاشة الجوال
أو اللاب توب..
أكتفي لهذه الليلة.
أسد ثقوب قلبي وأجمع ما تناسل منها
وأغني …..
” وحشتوني ”
………….
أفرد نعشي على رملٍ ماؤهُ حزين
أترك صوتي على بحرٍ مشبع برائحتك
وذاكرة ضائعة” كموج أضاع عادته!”
“فكلما مضى يوم مضى بعضي”
أصحو على صوت يناغي
وأصابع تعبث بملامحي
والسؤال أصبح شاحباً
ماذا أبقيت ِ للغد
والبيت المهجور تغزو زواياه عناكبٌ
وبقايا الفراغ تركض وتنزلق نحو الفراغ
و البيت المثقوب بذاكرتكم
خوفكم
ضجركم
ستنتهي صلاحيته
العزلة التي صنعتموها ترفض أن تفيض بالمُزن
تسرق من شفاهكم عبيراً تنامى في أفقكم البعيد
ففي القلب ماء وظلال ووجه “إلياس”