حوار: صدام الزيدي
تصوير: وهيب شرف
تستعرض شيماء جمال رئيس مؤسسة “بيسمنت” الثقافية في صنعاء، حزمة أنشطة ثقافية ومبادرات تحفز على الابداع وتشرق فنيًا وجماليًا، برغم متوالية الحرب، في مدينةٍ تشتعل يومياتها بآهات البؤس (ثقافيًا وجمعيًا) وفي مشهديةٍ ليست بكامل فاعليتها.
كما تتحدث طالبة العلوم السياسية بجامعة صنعاء شيماء جمال (26 عامًا) إلى “فضاءات الدهشة” عن نشاط بيسمنت (التي تديرها منذ 2012) وكيف مضت (المؤسسة) في اشاعة روح الفن، رغمًا عن كثير مؤامرات طالتها، وعن “المرأة اليمنية والفن” وعن هموم لحظة ثقافية موغلة في انكساراتها.
________________
الفكرة: تبادل معرفي- بيسمنت
* في 2009 تشكلت مبادرة لـ “منتدى التبادل المعرفي” ثم، في 2012، انبثق كيان تحت عنوان “مؤسسة بيسمنت الثقافية”.. ما الذي حصل بالضبط؟ الأفكار أولًا وكيف تلملمت؟
– كان منتدى التبادل المعرفي بذرة لجهود العاملين في شركة Design Basement أو بيسمنت للتصميم الهندسية إن صحت الترجمة، وكان الهدف من هذا النشاط هو تبادل المعارف بين المهندسين العاملين في الشركة؛ فالكل مهتم بالهندسة نتيجة للتخصص وبعضهم مهتم بالأعمال الفنية كالموسيقى والفن التشكيلي والبعض الآخر مهتم بالتاريخ والعلوم الإنسانية وغيرها من المجالات المتنوعة، كان النشاط يقام كل خميس وكل شخص يقوم بالإعداد عن موضوع معين ومن ثم استعراضه أمام البقية، ومع الزمن أصبح هؤلاء المهندسون يحضرون أقربائهم وأصدقائهم، وتوسعت الدائرة وأصبح منتدى التبادل المعرفي مكان لتجمع كل المهتمين بالفعاليات الثقافية والفنية. أغلق مكتب بيسمنت للتصميم لأسباب عديدة ولكن المؤسس “سبأ الصليحي” والمهتمين بالمنتدى من خارج الدائرة حاولوا الحفاظ على منتدى التناول المعرفي، والمبنى الذي صممه مؤسس بيسمنت “سبأ”، وقد حافظ الجمهور على اسمه “البيسمنت”.
ظل المنتدى يقام كل خميس وتطور الوضع ليصبح المكان تجمعًا للمهتمين بالنشاط الثقافي وتبادل المعارف وبشكل شبه يومي؛ كانت تقام مبادرات عفوية من أفراد حول كتاب، ورشة لتطوير المهارات الكتابية، تدريب على الرسم أو الخط وغيرها من الأنشطة التي تقام كأنشطة للمهتمين بمفهوم أو فكرة “التبادل المعرفي”. لأسباب مالية انتقل “منتدى التبادل المعرفي” باسمه المختصر “بيسمنت” إلى مكان آخر وذا تكاليف منخفضة للغاية، واستمر النشاط ولكن اتسعت الدائرة نتيجة لقربه من خط المواصلات العامة أولًا، والأهم من ذلك، نتيجة لأن أنشطة البيسمنت أصبحت بملامح أوضح.
من مبادئ بيسمنت القائمة منذ إنشاء المبادرة وحتى الآن هي أنه لا توجد معايير لاستعراض المحتويات والآراء وكذلك المنتجات الفنية، وهي تعود للمبدأ الأول للمنتدى “أنا حر إذن أنا مسئول، لا مسئولية دون حرية”. وقد واجهت بيسمنت العديد من مشاكل الرأي العام لكوننا منصة مفتوحة للجميع؛ فتارة توزع علينا تهم الانتماء الحزبي، وتارة أخرى تدور علينا نظريات المؤامرة مثل كون المؤسسة “ماسونية” أو تبشر بـ “الإلحاد أو التنصير” وغيرها. وقد تصعدت هذه الآراء الرافضة للمؤسسة وتحولت بعدها إلى فعل؛ وتم إغلاق المقر الثاني من قبل متطرفين بالسلاسل وقد كتب على بوابته عبارات تحرض على الكراهية تدل على الفئة المتسببة للإغلاق. وقد حاولنا التواصل مع الجهات الرسمية للتبليغ، ولكن نظرًا لكون بيسمنت كيان غير مسجل رسميًا فقد استحال التقدم في القضية. ومن هنا تقدمنا نحو المرحلة الجديدة: التسجيل الرسمي للكيان.
خلال فترة المعاملة للحصول على التصريح الرسمي والعثور على مقر جديد للبيسمنت، استمرت أنشطة منتدى التبادل المعرفي في مبنى مقهى “في كوفي” الذي كان في منطقة حدة، وقد تعاونوا معنا طاقمه مشكورين، وبجهود بسيطة حافظنا على استمرارية النشاط والتلاقي بين أعضاء المنتدى، وقد ساعدنا هذا التلاقي للاجتماع وتجميع المبالغ المطلوبة من المهتمين باستمرارية الكيان للحصول على التصريح الرسمي، وقد اتفق الجميع على الاسم والتوصيف الرسميان للمكان “مؤسسة بيسمنت الثقافية” والنشاط الرئيس لها هو “منتدى التبادل المعرفي”.
خلال فترة التسجيل الرسمية انتقلنا إلى المبنى الجديد للمؤسسة، وسددنا تكاليفه من المبالغ المجموعة للحصول على التصريح، واستمر الأنشطة لما يقارب سنة، ومع تدهور الوضع المالي، لم نستطع المواصله في المبنى الكائن في “فج عطان”، وقد سمعنا أن المبنى الأصلي قد اصبح متاحًا لنا لاستئجاره من جديد، وتعاون معنا صاحب المبنى في بعض تفاصيل الإيجار، وكانت هذه لحظة فاصلة، هي لحظة تقليل اعتماد المؤسسة على التبرعات والتفرغ للمشاريع الهادفة لتطوير القدرات الثقافية، وبهذا قررنا العودة إلى المبنى الذي أعطانا الاسم الرسمي للمؤسسة.
خلال فترات التسجيل الرسمي، ومثلما ذكرت سابقًا، فإن المنتدى قد أصبح إحدى أنشطة بيسمنت (النشاط الأهم)، وأصبحت الأنشطة الفرعية التي كانت تعقد بجانب المنتدى أنشطة في مؤسسة بيسمنت؛ حيث أصبحت “سينما لوميير” نشاط السينما في المؤسسة، ونشاط “كراس للتدريب” على الكتابة الأدبية، وكذلك أنشطة المناظرات التي تعقد من حين إلى حين، وأخيرًا مناقشة الكتب، لم تعد مجرد أنشطة وهوايات بل التزامات ولها جداول محددة الوقت والزمن!
معرض مصغر للكتاب
*بعد سنوات على آخر معرض دولي للكتاب شهدته صنعاء، أقمتم مطلع 2018 الجاري، بالتعاون مع متجر “بوك توداي”، معرضاً (مصغرًا) للكتاب.. كيف جاءت الفكرة في ظروف الحرب وتبعاتها؟ وهل سنشهد نسخًا مستقبلية للمعرض؟
– المعرض كان نتيجة لتعاون متجر بوك توداي وهو واضع الفكرة، وتحمسنا له كثيرًا لسببين: عدم توفر الكتب في الوقت الحالي نظرًا لانقطاع عملية الاستيراد والطباعة المحلية مما يؤثر على السوق المحلية واستمرار عمل المكتبات، وكذلك لازدياد عدد القراء المقبلين على مكتبة بيسمنت، وأردنا أن نتبنى هذا المقترح للسببين. ومن ناحية تكرار التجربة فهذا أكيد؛ نحن نفكر فيما بعد هذا المعرض وأن يقام سنويًا.
مناظرات بيسمنت
*ضمن نشاط “فضاءات” تقيمون، كل ثلاثة أشهر، مناظرات تتمحور حول قضايا وأطروحات مهمة على الصعيدين الثقافي والمعرفي.. “مناظرات بيسمنت” ما أهم مخرجاتها؟
– “فضاءات” هو مشروع دوري تقيمه مؤسسة بيسمنت الثقافية، تقدَّم فيه مناظرات جماهيرية تناقش قضايا المجتمع من وجهات نظر مختلفة، وقد بدأت أولى فعالياته في 5 مارس 2017.
تحرص مؤسسة بيسمنت في (فضاءات) على اختيار مواضيع تهم المجتمع، وتمسّ جوانب الحياة المختلفة، كما تقدم دورات تدريبية في مجال تقديم المناظرات لأكبر عدد ممكن من الراغبين في المشاركة قبل اختيار العدد المطلوب للعرض النهائي. كما تتيح المجال للمبدعين في الفنون البصرية دون اشتراط الخبرة والاحتراف، وقد أثبت المشاركون بالأعمال (التي تنوعت بين الفلاشات القصيرة والاستطلاعات المصورة وغيرها) مهارتهم وإبداعهم، وكانت منصة فضاءات نقطة الانطلاق لبعضهم.
تنتج مؤسسة بيسمنت أربع مناظرات في السنة وترافق كل مناظرة فلاشات توعية عن الموضوع بالإضافة الى مقالات معارضة ومؤيدة لموضوع المناظرة
أثبت المشاركون في المناظرات التي أقيمت قدرتهم على الإقناع، حيث يقوم النشاط على إجراء استطلاع لرأي الجمهور قبل المناظرة وآخر بعدها لقياس التأثير وقدرة المتناظرين على تغيير الرأي العام تجاه القضايا المطروحة.
وقد ظهر أثر هذه المناظرات في الحضور الجماهيري اللافت للمناظرة العامة، كما ظهر في التفاعل الإيجابي على وسائل التواصل الاجتماعي، والتغطية الإعلامية للنشاط من وسائل الإعلام المحلية المرئية والمقروءة، والمقالات التي كتبها صحفيون وإعلاميون ومثقفون يمنيون عن هذه المناظرات بعد إقامتها.
ورشة أفكار
* “ورشة الأفكار” نشاط مختلف.. ماذا عنه؟
– ورشة الأفكار هي أحدى أفكار بيسمنت القديمة التي رافقت سيرة المؤسسة وأنتجت معظم نشاطاتها، وهي أن يقوم المتخصص أو الهاوي لمجال معين بتعليم المهتمين بنفس المجال وإكسابهم المهارة، ومجانًا. فالعديد يصرف مبالغًا هائلة على مهارات قد كان من الممكن تعلمها في المدرسة ولكن لسوء الحظ هذه المهارات ليست موجودة أو قد ألغيت من المنهج الدراسي لأسباب كثيرة.
تحاول بيسمنت تغطية عدة جوانب بهذا النشاط. أولًا: تقديم بناء قدرات في المجالات الفنية والثقافية والحياتية للأفراد الذين قد لا يجدون الفرصة للوصول لمثل هذه المهارات لارتفاع تكاليفها، الجانب الآخر أن تعلم تشارك المعلومات تطوعيًا، وأخيرًا التعاون على إظهار مخرجات واضحة للورشات خلال فترة معينة وإظهارها للعلن! وقد ظهرت لنا العديد من النماذج التي تدهشنا! وقد تم عرض العديد من المخرجات لهذه الورش ضمن نشاط منتدى التبادل المعرفي، وهي القيمة التي يدفعها المتدربون للمؤسسة، إظهار أعمالهم للعلن.
نساء ساعدن في ظروف الحرب
* “احك قصتك” مشروع يستمع إلى قصص نساء يمنيات (واجهن الحرب بمبادرات سلام ومساعدة المتضررين) ثم تُستلهم القصص في أعمال فنية.. أين وصل المشروع تحديدًا؟
– انتهينا من قصص الاستماع أولًا، ثم أقمنا فعالية خاصة بهذا النشاط، وكانت الفكرة ملهمة جدًا، حين تحدثت نساء يمنيات عن مبادرات في ظروف الحرب:
منال الأشول فاقدة السمع التي ساعدت الصم والبكم من تلاميذها على اكتشاف أحلامهم ووقفت إلى جوارهم في تحقيقها.
فريال مجدي التي دعمت مشاركة المرأة الثقافية في المجتمع عبر إنشاء صالون نون الثقافي النسوي.
نادية الخليفي المحامية التي شقت طريقها الصعب لتصبح محامية في وقت لم يكن يمكن للنساء الوصول إلى هذه المكانة، ودافعت عن المظلومات اللاتي لا يجدن من يدافع عن حقوقهن.
فاطمة فاخر مديرة المدرسة التي تغلبت على أزمة انقطاع رواتب المدرسين بالحصول على تبرعات مستمرة من التجار والمقتدرين لتوفير احتياجات المعلمين الأساسية كي لا يتوقف التعليم.
أسماء عبد الوهاب التي فتحت المجال بشجاعة للعاملات اليمنيات في هذه الظروف لتوفر لهن فرص عمل بدلًا عن الأجنبيات.
بثينة القرشي التي تبرعت ببيتها الذي بنته حجرًا حجرًا ليصبح مؤسسة انسانية ترعى النساء وتقدم لهن الدعم النفسي والمعنوي والتدريب والتأهيل.
عبير الأمير التي تبنت فكرة التعايش ونبذ الطائفية، وطبقت هذا المبدأ في تقديم المساعدات الإنسانية دون تمييز.
سعاد المغربي التي تطوعت لدفن الجثث مجهولة الهوية المكدسة في المستشفيات ولا تجد من يسأل عنها.
شيماء السقاف التي استخدمت وسائل التواصل لجمع التبرعات ومساعدة المعسرين وكفالة الأيتام وغيرهم.
سمية الحسام التي ساهمت في إنهاء خلاف قبلي استمر 15 عامًا.
يمتلئ مجتمعنا بنماذج كثيرة من هؤلاء النساء الفاعلات، وقد قدمت مؤسسة بيسمنت هذه القصص لتشير إلى الأيدي الخيرة التي لا يراها أحد، وربما لم يسمع عنها الكثيرون.
مسابقة تصوير فوتوغرافي
* نظمتم مؤخرًا مسابقة للتصوير الفوتوغرافي، ضمن مشروع “احكي”.. ماذا عنها؟
– المسابقة حاولت تغطية ما لم نستطع تغطيته لأسباب كثيرة ونحن طلبنا من المصورين إعطائنا أفكارهم وانطباعاتهم عن دور النساء اللاتي يساعدن بيئاتهن المحلية. ومن ثم خضعت الصور للتصويت من قبل المهتمين بالنشاط وأخيرًا القيام بتصفيتها من قبل الحكام، والإعلان عن الصورة الفائزة.
وكما تابعت، في 3 ديسمبر 2018، بعد التصويت على “فيس بوك” وبعد اجتماع لجنة التحكيم، قمنا بالاعلان رسميًا عبر صفحة “بيسمنت” عن نتائج مسابقة التصوير الفوتوغرافي (احكي). وقد كانت نتيجة المسابقة كالتالي:
المركز الأول صورة لشيماء المسعودي: نسبة الجمهور 24 من أصل 50%، وتصويت لجنة المسابقة 40%.
المركز الثاني صورة أميرة الشريف: تصويت الجمهور 15 من أصل 50%، و تصويت لجنة المسابقة 46%.
المركز الثالث صورة لملاك الحكيمي: تصويت الجمهور 22 من أصل 50%، وتصويت لجنة المسابقة 35%.
أما توزيع النسب فقد جاء كالتالي: 50% (عدد اللايكات على الصور)، 20% نسبة تصويت لجنة المهتمين، 30% لجنة الخبراء. علمًا أن لجنة التحكيم اعتمدت على المعايير الفنية للصور، ومدى مقاربتها لموضوع المسابقة الذي تناول مشاركة المرأة الإيجابية في فترة الحرب، ودورها في الجانب الاقتصادي والاجتماعي، وقدرتها على تجاوز الأدوار النمطية لتتمكن من المشاركة بشكل أكبر في إعالة أسرتها، ومساعدة غيرها من المتضررين في هذه الأزمة.
المرأة اليمنية والفن
* عن “المرأة والفن” في مجتمع كاليمن.. ما الذي قدمته مؤسسة بيسمنت للمرأة اليمنية وفي تعزيز علاقة النساء بالفن، تحديدًا؟
– لقد أثبتت النساء المشاركات في أنشطة بيسمنت أن المجال الثقافي تتمكن فيه النساء وبشدة. إن معظم فعاليات بيسمنت تضمنت نساء ومشاركات نسائية فاعلة، معظم الفنانين في المؤسسة نساء، المتدربات في المجال الفني نساء، حتى لقد أصبحنا نحتار من قلة إقبال الشباب الذكور للأنشطة التدريبية، ونحاول أن نكتشف مكمن الخلل. هذا المجال يمكن أن تساهم فيه النساء وبقوة وأن يظهر من هذا الكم أعمال نوعية تدهش المشهد الفني اليمني، وربما الإقليمي والعالمي.
بين الأدب والفن
* يرى متابعون أن “كفّة” الفن رجحت على “كفّة” الأدب، في “بيسمنت”.. تعليقك؟
– لا نعلم إلى أي مدى هذا الكلام صحيح. ولكننا نحاول الاهتمام بالفنون والأدب على قدر المتاح. الأعمال الفنية سواء موسيقية أو تشكيلية هي جوانب نقص في مجتمعنا نطمح لملئها ونطمح لاستعراض التجارب التي لم تنل حقها. أما بالنسبة للأدب، وإن كان مهضومًا أيضًا، فهو أفضل حالًا من الفن، ونحن نعتبر الأدب ضمن تصنيف الفنون بشكل من الأشكال فلهذا لا نرى فرقًا كبيرًا باهتمامنا بأحد دون آخر، وهذا لا يعني أنه لا يوجد لدينا أنشطة أدبية أو نقاشات فكرية، وهي طبيعة حال بيسمنت اليومية.
الوجه الآخر للحرب
* عن تجاعيد هذه الحرب وانعكاساتها على: واقع المرأة في اليمن؟ ملامح ومشهدية التفاعل الثقافي والمعرفي؟
– للحرب جانبين، كما يقال، سلبي وإيجابي، وإن كانت سلبياتها أكثر من إيجابياتها فما زالت من الأهمية بمكان معرفة الإيجابيات. إن الوضع الراهن أثبت أن النساء اليمنيات يمكنهن أن يقمن بأعمال غير تلك التي يتوقع منهن القيام بها عادة. العديد من النساء دخلن سوق العمل ونجحن فيه، وهناك البعض الآخر لم يكتفين بالتفرج بل قمن بمساعدة محيطهن، وقمن بأعمال غير متوقعة إطلاقًا، والبعض منهن مدرج في نشاط (أحكي) الذي سيعرض قريبًا.
حكاية شغف
* يشار إلى مؤسسة “بيسمنت”، الآن، كواحدة من أنشط عناوين الفعل الثقافي في صنعاء.. كيف استطعتم إشاعة بصيص ضوء في وقت أغلق فيه اتحاد الأدباء وكيانات أخرى وغاب دور المؤسسة الرسمية، باستثناء فعاليات لنادي القصة في المدينة، كمثال؟ من يقف وراء إشراقة “بيسمنت”؟.
– يقف وراءه “الشغف” والإيمان بالفكرة؛ نحن في بيسمنت لا ندير مؤسسة ثقافية نحن ندير شغفنا، وعند وقوع أية مشاكل، وقد حصلت كثيرًا، فنحن نضحي بكل ما أمكن من أجل استمرار العمل. كثيرًا ما انتقدنا على مواقفنا هذه، وكثيرًا ما طلب منا الوقوف عن العمل أو تغيير التخصص بما يتواءم مع شكل المرحلة. وقد كنا على هاوية الإغلاق أكثر من مرة وغالبها لأسباب مالية، ولكن الإيمان بالفكرة تجعل من بيسمنت تنجو في أحداث أقرب ما تكون للمعجزات للمشاهد من بعيد، ولكن القريبين من الأحداث يعلمون أن “بيسمنت” هي فكرة، والفكرة لا تموت.