سمر لاشين/ مصر
يقول الصّياد:
أراها كلّ يومٍ تستحم في النهرِ
تبتسم لي ثم تمضي.
يقول السّائق:
حبات الخرز الزرقاء هذه
المعلقة في التاكسي لها
اليوم أخبرتني أنها تجلب السلام.
يقول الشاعر:
كلّ قصائدي تعرفها
قبل دقيقة أنجبتُ قصيدة منها.
يقول الشّيخ:
تحضر جلسات الذّكر بانتظامٍ
اليوم رأيتها تبكي بصوتٍ عالٍ.
يقول التلميذ:
تمرّ كلّ يومٍ قبل انتهاء النهار بدقائق
عيناها رماديتان، شعرها بطول شارعنا
تلوح لي من بعيدٍ وعلى يدها أثار دماء.
يقسم الفلاح أنّها
زرعت المحصول معه
الأرض هذه؛ تشهد وقع خطاها.
المتظاهرون في التحريرِ يعرفونها
تلك المرأة التي كانت تزغرد مع كلّ طلقة رصاص تصيب رأسها.
لكنها لم تخرج من هنا يومًا
يقول الحاكم
ثم يلقي القبض عليهم جميعاً
ويضعهم في الزنزانة المجاورة.
___________
هامشٌ أول:
عندما أردنا أن نصطاد السمك؛ هربَ البحر.
هامشٌ ثان:
فعلنا كل شيء لجلبِ السّلام، وعندما خرجنا نغني في الشوارعِ؛ اِعتقلوا الميادين.
هامشٌ ثالث:
عندما كانوا يرددون ” عيش. حرية. عدالة اجتماعية” أقنعني أبي أن أنضم لحزب الكنبة ؛ وأن أنام حتى لا أسمع هتافاتهم الفاشلة حين يسكتها صوت الرصاص.
الآن أتباهى وأبي وحزب الكنبة : لقد كنّا نياماً أيّها الحمقى؛ لم نسمع أحداً يهتف ” عيش. حرية. عدالة اجتماعية “.
هامشٌ رابع:
في الزنازين بشر، وأيضاً ثمة حياة.