حاوره: حسين الفيلي
في الوقت الذي تراجع فيه المستوى الفني للسينما والمسرح بشكل ملفت بأغلب الدول العربية عما كانت عليه عبر سوابق السنين حسب شهادة المعنيين، هناك من بين الأكاديميين المختصين بهذين المجالين من يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه عبر وضع حلول ناجعة. مثلما يحاول المخرج السينمائي اليمني حميد عقبي رئيس المنتدى العربي الاوروبي للسينما والمسرح في فرنسا وهو أكاديمي يمني يقيم في فرنسا بعد أن توفق في تأسيس المنتدى مع نهاية العام المنصرم ومنذ ذلك الحين يشحذ الهمم من خلال التنسيق المتبادل والحوارات المتكررة بين مختصين عرب وأوروبيين للوصول إلى الغايات الفنية المرجوة عبر صالونات حوار دورية. “البينة الجديدة” انفردت بنشر تفاصيل كاملة عن واقع هذا المنتدى الذي يساهم فيه بعض الفنانين العراقيين عبر حوار خاص مع مؤسس هذا المنتدى. يعيد “فضاءات الدهشة” نشره.
* كيف تمت فكرة التأسيس؟ وما الهدف العام والخاص من تأسيس منتدى من هكذا نوع؟
ـ تكونت الفكرة في منتصف شهر كانون الأول الماضي، ثم دعوت مجموعة من الفنانين العرب، بالإضافة إلى عدد من الفنانين الفرنسيين الذين أعرفهم وأعرف مدى حبهم ورغبتهم في التواصل مع مبدعين عرب، وتم تكوين مجموعة اتصال على وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديد أهداف المنتدى ومساره والنقاش حولها وكنت أيضا اناقش هذه الأهداف مع الأصدقاء هنا وهكذا تطورت بعض الأفكار، ومن ثم تم إعداد وثيقة التأسيس في شهر ديسمبر، وركزنا على السعي لتنظيم مؤتمر سنوي وملتقى عربي أوروبي كل عام.
المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح فضاء إبداعي يهتم بالمجال السينمائي المسرحي ودعم وتنشيط الأعمال الفنية المتجددة والمنفتحة وكيان مستقل وحر ينأى عن أي صراعات دينية أو عرقية أو سياسية، وأن يكون أحد الجسور المتينة للتقارب والتعاون الفني العربي الأوروبي عبر صالونات وملتقيات إبداعية وحلقات نقاشية وغيرها من الوسائل. يسعى المنتدى لعقد ملتقيات وندوات مسرحية ونقدية ودعم نشر النصوص والدراسات الأكاديمية وتكريم المبدعين والمبدعات والرواد والرائدات في كافة المجالات المسرحية.
ـ يسعى المنتدى لاقامة المسابقات في مجال التأليف والكتابة والنقد.
ـ يسعى المنتدى للكشف عن المواهب والإبداعات وتشجيعها.
ـ يسعى المنتدى إلى الدعم والمساعدة في إنتاج أعمال إبداعية سينمائية ومسرحية تلتزم بأهدافه الداعية إلى تنشيط وتنمية الإبداع الفني.
ـ يسعى المنتدى لربط علاقات تعاون مشترك مع المهرجانات السينمائية والمسرحية العربية والأوربية التي لا تتعارض هويتها وأهدافها مع أهداف المنتدى.
ـ يوسع المنتدى أنشطته وبرامجه مستقبلا ويستحدث برامج وأنشطة ضمن خطة تطوير مستقبلا.
ـ تم عمل موقع الكتروني خاص للمنتدى وعن أنشطته وفعاليته ويتضمن نوافذ إبداعية للنصوص والدراسات ومكتبة إلكترونية…
* هناك الكثير من المنتديات الثقافية التي تأسست سابقا لم تحقق أهدافها بسبب النفع الشخصي ووهمية ورقة أعمالهم.. ما تعليقك على ذلك؟
ــ أتفق معك في هذه النقطة وكان سيحدث لنا هذا حيث أننا قبل التصريح الرسمي الذي حصلنا عليه من فرنسا في بداية فبراير، قبلها قادنا الحماس لتشكيل هيكل إداري وثماني لجان أغلبها تكون من مؤسسين لا يعيشون في فرنسا أو يعيشون بمناطق بعيدة جغرافيا عن باريس حيث أغلب أنشطتنا، ثم أصبح المنتدى وأنا كرئيس له محكوم بقواعد بيروقراطية من لجنة أطلقنا عليها اللجنة التنظيمية وصنع بعض أعضاء هذه اللجنة لأنفسهم حقوقا وسلطة لم يوافق أو يصوت لهم أي شخص كون تشكيل اللجان كان حسب الرغبة ولم نكن قد وضعنا حتى النظام الأساسي ومن ثم وبعد التصريح تشاورت مع أغلبية الأعضاء وتم الاتفاق على أن نلغي جميع اللجان والكل وافق عدا ثلاثة أشخاص.
* أين الفنان العربي من تأسيس هذا المنتدى؟
ــ الفنان العربي موجود معنا حيث تأسس هذا المنتدى ليخدم الفن السينمائي والمسرحي العربي ومبدعيه ومبدعاته ويخلق مناخات ليتعرفوا على تجارب وخبرات أوروبية، مثلا في كل ملتقى أو صالون يكون أحد أعضاء المنتدى من العالم العربي ضيفا ونستثمر وجود أي عضو أو عضوة في باريس لنقيم حلقة نقاشية تستضيفه ونجمع من الأصدقاء والأعضاء هنا ونلتقيه أي أننا خرجنا من الإفتراضي منذ صالون المنتدى الأول ولم نتوقف فكان الثاني ثم الثالث ونستعد للنسخة الرابعة حيث سنطور الفعالية لتكون ورشة سينمائية هدفها إنتاج فيلم قصير بصفر ميزانية في يوم ونصف نتوجها بالصالون وهو حلقة نقاشية، هنا أيضا كوادر فنية عربية بدأت تتفاعل وتنشط معنا.
* ما نوع الدعم المقدم وما الجهات الداعمة وكيف ستتجاوزون موضوعة تسييس المنتدى لصالح الجهات الداعمة؟
ــ حاليا تواصلنا مع جهات بباريس والنورماندي وقدمنا طلبات توفير قاعات عرض مسرحي وسينمائي وقاعة تدريب ولم نقدم طلب المال من أي جهة فرنسية.
* ما أبرز العقبات التي اعترضت طريق التأسيس؟
ـ مع القول والكلام، الناس تتحدث وخاصة نحن العرب ويكون التنظير والأحلام والمطالب وهذا كاد يحدث معنا خلال النقاشات في الفضاء الإفتراضي لكننا حددنا أهدافا معقولة وقلنا مرحلة إنتقالية ومع صدور التصريح للمنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح من السلطات الفرنسية، سارعنا الخروج من الإفتراضي إلى الواقعي بعدة فعاليات تتواصل وتستمر وهنا جعلنا اجتمعنا على واتساب الأسبوعي إلى شهري وطبعا أنا اتلقى اتصالات بشكل يومي من الأعضاء واتصل لبعضهم عند الحاجة إلى إستشارة أو متابعة مشروع والمفرح أننا نبني قاعدة إبداعية هنا وخاصة في باريس وتجد من تناقشه وجها لوجه وتعمل معه على الواقع وهذا لا يلغي أهمية البقية الذين نتواصل بهم عن بعد.
* هل هناك معترض على تأسيس المنتدى سواء عربيا أو اوروبيا أم لاقى قبولا واسعا؟
ــ لا يوجد أي مشروع مهما كانت أهميته يجد قبولا كاملا ولكن وبحمد لله نجد أصداء جيدة وطلبات انتساب بدأت بشكل رسمي ويوجد تنوع بالمنتدى وهناك من سمع عن المنتدى ولم يهتم به وهناك من يعاتب لماذا لم يكن أول المدعوين وهناك من كان معنا ثم انسحب وهناك من هو معنا لكنه جامد وغائب عنا، نحن كغيرنا سيشهد المنتدى بعض المتغيرات وسيصمد معنا من هو مقتنع ولديه الرغبة في البذل بغض النظر عن الصفة والمركز، الأصدقاء والصديقات الفرنسيات أغلبهم يريد المساعدة والعمل دون سمة أو صفة ومركز ويستمعون إلي ويفهموني، قلة قليلة جدا انسحبت قالوا أنهم لا يفهمونني.