حاتم الجوهري
خريطة الكنز
هي ما يحسبونه جراحا..
الدماء
قد ترمز لتورد المشاعر فى براءة وجه المحبين
وحينا نزيف لأناس ماتوا قبل دفنهم بأعوام
وعند المحارب
رغم حمرتها هى رمز لاخضرار الحياة
أينما يسقط منه خيط الدم
كل قطرة تزهر نبتة صغيرة
فتمتد ورائه المراعي والحدائق بطول الأفق،
نعم
مزين أنا بالرماح
أجول والحراب تشق صدرى نافذة
كشامة نبوة قلدها سجل التاريخ وحده
لمحارب مجهول
دلت عليه بصمات الدم فى معاركه
لي إرادة أن أرفع يدي النازفتين: يا رب
فإذا بهما عمودان من الصلب ومخمل الأزهار
ضاربة جذورهما فى الجبال
تصارعهما رياح العالم بكتفها للوراء ولا يهتزان
أن تصدق نفسك ذلك اختيار
ومن لا يعرف البشارة حين تأتيه
مجبرا سيصبح مجرد حجر باهت أو حائط هش
في بناية لغرباء يطمسون روحه.
انتصار هى الوحدة
انتصار في الغربة أن تكون وحيدا
من منكم غريب فى وطنه
وله من القوة أن يبقى بعيدا،
يقينه أن دفء خيمتهم
سراب صحراء مآله شتات
كثيرون كملح البحر إنما ليس بينهم
روح واحدة تهجر وجهة القطيع
من ضفائر شعرها تعقد قوسا
تطلق السهام نحو الفضاء
فيسمع النداء ملائكة وحوريات السماء
ويأتيها المدى جليسا
إن كنت أنا
سليل قبيلة منقرضة نثرها الإله عبر الزمن
فعظيم الحب لمن عيونهم كانت
محمية طبيعية دافئة أيام استشفائى،
في الوحدة استئناس للملاك
واكتشاف للأشياء الصغيرة الساحرة المخفية فى العالم
فقط عليك أن تصمد لتراها،
تصنع حائط صد أمام صيحات الجموع المنحية
تناديك “للخلف در” كي تصبح مثلهم
طبعة أخرى من الكتاب الممسوخة صفحاته،
ليست أمنية المحارب أبدا أن يقف وحده
وحين يقف منفردا كن على ثقة
أن ما أمامه كان اختيارا وحيدا لا ثاني له،
والرائع أن ما يحسبونه جراح الطريق
هي وحدها التى تؤنس آماله
كلما زادت واحدا
تهب الأحداث لتجري أمامه
يرى كل نقطة دم تسقط منه
وانتفاضة الحدائق والمراعي تنبت من ورائه
فيزداد يقينا وثقة
بأن النصر
آت آت آت
* شاعر وأكاديمي مصري