فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

سأموت وأنا أسميكِ ليلى

عامر الطيب

 

سأموت وأنا أسميكِ ليلى
مع أن هذا ليس اسمكِ
أحسب أنني انتصرتُ أخيرًا، نسيتُ البلابل و الأقفاص،
نسيتُ الزهور المنزلية والجوابات،
نسيتُ أيضا أنك كنت تمشين وحيدة
في شوارع بغداد
كغيمة عابرة،
بقدمين من طين لن تلوثي مكانًا تدوسينه سهوًا.
نسيتُ الآن
ذلك الحب الضائع دائمًا
كالوجه المألوف!
*

أقول إن أراد الله أن يجعلني
فارسا فلمَ لمْ يفعل ذلك؟
إن أحب أن تكون لي مدينة شاسعة
فما الذي منعه من وضع قطعة ذهب
بيدي؟
إن كان يفكر
بأن يختارني ناسكًا
فلم لم يحدث ذلك؟
وقد كنتُ الذي يبصر ألم الوردة في لون الأشواك!

*

كنت مثلكم شابًا مليئًا باليأس،
قلتُ مثلكم أن حياتي ضائعة في البلدة القديمة.
دخنتُ ولم أبال بصحتي،
شربتُ الخمرة الرديئة
وبالغت بازدراء المثل العريقة كلها.
لكني نظفتُ نفسي
لقد أحببتُ.. نعم لقد أحببتُ
ولن أفضح نفسي،
عندما يتحدث الفانون عن الرب
الخالد فلن يبدو ربًا!
*

بصحبة أربعة من رفاقي
كرستُ نفسي للبحث عن أثر
لكِ في مدينتنا المقفرة
كعباءة حزينة.
هذا ما حدث فعلاً
تفرق أصدقائي و لم أكن أدرك شيئاً
فالدكاكين هي الدكاكين
لكنهم يبيعون الصراخ بدلاً من الدمى.
سأوضح ما أالمتجولين
وددتُ أن تكون لقلبي جديلة كامنة من الشِّعر
لأصيح متبجحاً:
أضعتك تماماً
دون أن تهتزَّ شعرة واحدة من قلبي!

*

قال الله:
ثمة لغز ينبغي أن تعرفه
مع أن ذلك سيكلفك حياتك كلها.
“ألغازي لا تحلُّ إلا بالموت،
أنا الرب و لستُ معلم النحو”
حسناً يا الله تعرف كم أحبك عندما
كنتَ تختبرني
وآمل أن تبجلني أنت الآخر
إن أحببتُ حياتي القصيرة
و نسيتُ اللغز!

*

كنتُ أشق طريقي بين جموع
من المارة و المتسولين
عندما أحببتكِ، أوقدت شمعة لأرى،
تقدمتُ بخطى مثقلة بالوحل
وقلتُ:
سيداتي سادتي
انتباه،
ثمة مسمار بقدمي دفعني للضحك
دون إرادتي،
التفتوا نحوي لبرهة
هذا هو المسمار الذي سجعلني
أبكي!

*

رأيت سيارةً تضيع بين المباني
فظننتُ أنك تقودينها
و رحتُ أتتبعها
إلى أن وصلتُ حيث يتعذر علي الدخول.
أود أن أسأل من أحب
منكم يا أصدقائي
لماذا نلحق السيارات المسرعة
فتصدمنا الأشجار؟

*

بجوار آلة الخياطة
قضتْ أمي فترات طويلة
من حياتها
بعينين شاحبتين و بثوانٍ
معدودة كانت ترتب لنا ثياباً جاهزة.
قالت:
متى ما كبرتم و صرتم تختارون الملابس
الفاخرة بأنفسكم
سترون أنني
كنتُ أصنعُ لكم من الخيوط الرفيعة
أجساداً!

*

كل المتاجر مغلقة الآن، من أين أشتري لك
لعبة مسلية؟
أأصنع لك شيئاً من أصابعي؟
أنها فكرة خرقاء.
خالاتي البذيئات يهزأن من أحب تصرفاتي لنفسي،
كما هو واضح الآن
يتشكل العالم القديم من الأرواح
الشريرة
والعالم الحديث من الأشرار!

 

 

* شاعر عراقي

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *