الرئيسية / بوست / الاحتفاء بالحياة

الاحتفاء بالحياة

مريم السعيدي

الاحتفاء بالحياة، بالتفاصيل اليومية..ثم الرفض والتبرير والمعارضة والصراخ، أصوات الثأر والانتقام والمقاومة، ثم الرقص .. الكثير من الرقص على أنغام الأنين لتعلو الموسيقى ويخفت صوت الأوجاع، ثم الرضوخ لإنقاذ الحياة فتهمد الأجساد، و يجري النهر الغزير تحت الجسور العملاقة ويعم الغناء المكان والتمايل مع موسيقى الكون، فيبدو السلام ممكنًا .. وطبيعيًا..، ثم الحياة الباردة التي تشبه الموات وذكرى ذلك الموت الذي كان ينتصر للحياة.. ثم الأوقات اللزجة…كل تلك الأوقات.. والعته والحمق والتيه والانحراف عن القاعدة الثابتة المألوفة وماهيات المباديء التي بدت يومًا راسخة فأصبحت محض وهم، وأبجديات التحية الصباحية وأن تكون إنسانًا مقبول اجتماعيًا، و اشتراطات الترف والفرح والبحث عن البهجة والانعتاق والتحرر والحرية والاختناق والخروج من الجسد والانتصار لوجودك الحر الخالص المنعتق.. أصوات كثيرة مثل طبول في حفل همجي تدق داخل صمام أذنك .. ولا تعرف أين تتجه، تضطرب البوصلة تشير لليسار حينًا وحينًا لليمين ثم تقف في المنتصف لا إلى هؤلاء ولا إلى اولئك تسمع صوت قلبك المضطرب تموج فيه مشاعر مثل أمواج بحر هائج في ليلة قمرية، ثم يعمّك السكون الأزلي كأنك المخلوق الأوحد في الأرض وحيدًا تمًاما في فضاء شاسع تعوم وحدك كنطفة لم تتخلق بعد…فتطلع إلى السماء وتودّ.. في قرارة روحك العميقة مثل قاع محيط أو قعر بئر تاريخي مهجور ، تودّ لو تذهب…بعيدًا.. بعيداً جدًا…لكن لا تعرف إلى أين.

https://www.facebook.com/photo?fbid=10162480561051454&set=a.10150103891696454

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صراخ الصمت

سكينة شجاع الدين/ اليمن   نوبة أخرى لها جبهات متغيرة الأهداف والطرق ...