خاص فضاءات الدهشة
في خطوة جريئة ومؤثرة، أصدرت دار الآداب اللبنانية اليوم الرواية الأولى للكاتب والشاعر اليمني أحمد السلامي، بعنوان “أجواء مباحة”. يأتي هذا الإصدار في وقت يمر فيه لبنان بظروف قاسية من النزاعات والقصف، مما يضفي على العمل أبعادًا إضافية من التحدي والأمل.
تستعرض الرواية قصة عامر، الذي يعيش صراعًا مع ذكرياته وأحزانه بعد فقدانه لشقيقته وبناتها الثلاث في غارة جوية. تدور أحداث الرواية بين قريته “صدر الجبل” والعاصمة صنعاء، حيث تكشف عن العلاقات المعقدة التي تربط بين الحياة القبلية والسياسية، وتطرح تساؤلات عميقة حول العنف والفقد والبحث عن الهوية في ظل الأزمات المتتالية.
تتميز “أجواء مباحة” بأسلوبها السردي الفريد الذي يجمع بين الشعر والنثر، مما يعكس تجربة السلامي الثرية ككاتب. فقد بدأ مشواره الأدبي بمجموعة من الأعمال الشعرية التي تتناول مختلف القضايا الإنسانية، لكن هذه الرواية تمثل خطوة جديدة في رحلته الأدبية، إذ يُظهر من خلالها عمق رؤيته للعالم وتفاعل شخصياته مع الواقع المرير الذي يعيشه اليمن والعالم العربي.
يُعتبر السلامي من الأصوات الأدبية المتفردة في الساحة اليمنية والتي تحمل هموم المجتمع اليمني، حيث تمكن من استخدام كتابته كأداة للتعبير عن المعاناة والأمل. وعبر “أجواء مباحة”، يسعى إلى إيصال رسالة إنسانية تُعبر عن التحديات التي يواجهها الناس في زمن الحروب والفوضى، مُعبرًا عن قضايا تخص الهوية والوجود. كما ومن المتوقع أن تحقق “أجواء مباحة” صدى واسعًا بين القراء والنقاد على حد سواء، كونها تقدم سردًا قويًا يتناول قضايا اجتماعية وإنسانية حقيقية. كما يُعد أحمد السلامي بفضل هذه الرواية إضافة جديدة ومهمة للمشهد الأدبي العربي، حيث يساهم في توثيق التاريخ الحديث بطرق فنية مبتكرة، مما يفتح الأبواب أمام المزيد من النقاش حول القضايا الحساسة التي تؤثر على حياة الناس في ظل الأزمات المستمرة.