وفائي ليلا
لقد عضني الله في قلبي
لقد انتخبني العدم
أمشي كما لو أني لست حدثاً عابراً
أتصرف كما لو أني لست نكرة
كل كاميرات العالم تترصدني
وكل المخرجين يتسابقون كي يلتقطوا لي الصور
كل صباح يحدث ، حين أقول
كل صباح
تمشي الطرقات إلى الجهات التي أشير
المدن التي تنهض من أجلي
الأشجار التي تتكاثف بالجوار
الضباب يترك توقيعه على النوافذ
تطير العصافير ، وتفوح الرائحة
كل المؤثرات التي يجهد الكون اضافتها إلى المشهد واعطائي دوراً أول
أعرف أني لا شيء يذكر
وأنه لن يكون هنالك حتى من قبر
يقول لي صديقي آسفاً
:- هنا القبر يكلف ثروة
… المحرقة هي البديل
أتحسس جلدي
وأمسح دمعته التي لم تٓفضْ .
أعرف أني سأقضي في هذا الصمت الرهيب
الأنهار
والبحيرات المنسية في سهول أوروبا البعيدة
حيث تدور مراوح العدم
وتسقط البحار في التوحد
أعرف أني سأراقب مثل أيلٍ أخرس كل الناس
وأتركهم كي يأخذوا “سلفي” مهم معي
ومن ثم
بضربة كف واحدة
سأزول من المشهد
ستبقى ابتسامة الهزء
وتقلّص انقباضة الألم
لم أحيا أنا يا الله …
لم تسمح لي كثيراً !
كانت القطارات مزدحمة
والسويديون يضعون حقائبهم جوارهم
كي لا تتجرأ وتطلب مكاناً بالقرب
تدخل حماماً قريباً
تتحسس وجهك الذي يميل للبياض
أنفك الذي ليس عريضاً كفاية ، وشفتيك الرقيقتان ليستا ممتلئتان بالشهوة ومطر افريقيا
تتحسس رسغيك
وقلبك المخلوع في بلاد كانت لك
وضع الآخرون لك ساعة
وأجهزة كثيرة للبقاء اكلينيكياً لبعض الوقت
أبكي أنا يا الله
كنت أحلم ببلد
والآن
أراقب القبور التي تزدهر بالورد
وأحسد أصحابها
“هنالك من سيقول على الأقل:_ كان هنا “
أقول لي
وأنا أتمتم آية طمأنينة ، لموتى يضعون الصليب
أنا الملحد