دامي عمر
أصابعي لا تشبه بعضها
لكنها جميعا
كجنود عائدين من حرب ضروس
ذاكرة مخصبة بالوجع
وخرائط جراح
كنانيش حسابات لم تنته
ومصائر مجهولة
أحب هذا الاختلاف المتواطئ
هذا النظام الغائر
حين أرفع سبابتي إلى الله
تسجد في خشوع
وحين أشير إلى جهة الوجع تنكمش كنساء الجنائز
أضحك من أصابعي مستنفرة وأنا أمد الوسطى في وجه العالم…
وأعجب منها
كلما أبحرت في خرائطي الغائرة
عصرت رحيق الروح على الورق
فقط حين ألوح لك
تتسابق جميعها
كأطفال العائدين من سوق البلدة على أول الطريق
وحدك تجعل أصابعي ممتلئة الوجود
أيها الوجه البعيد
حين شبكنا أصابعنا
لم أستعد بعدها ذلك الخدر اللذيذ
أجنحة كانت
وكنا طائرين في السماء البعيد.