فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

حوالى منتصف الليل

صلاح فائق

حوالى منتصف الليل وانا اقرأ تاريخ البواخر يصلني هديرُ امواج المحيط , هذا يخيفني
اقومُ , أتسلّلُ من غرفتي خلسةً , كي لا يستيقظَ كلبي ويتبعني .
أخطو مثل لقلقٍ قربَ شجرةٍ هرمة , بلا ثمرةٍ
لكني لا أسمعُ أي هديرٍ الآن
أعودُ , أنتهكُ سكونَ البيت : يتذمرُ كلبي 
وبلهجةٍ متعالية أشتمُ الأوهام في كلّ مكان
ثم اتغطى بأسمالِ شعراء , نسوها هنا حين غادروا ,
وأنام .
*
لا أتذكرُ متى كنتُ شاباً
عشتُ سنواتٍ طويلةٍ , منذ مراهقتي , في متاهاتِ دوستويفسكي ,
وأعواماً داخلَ الف ليلة وليلة .
ذات فجرٍ , عثرتُ على مخرجٍ من هناك ,
شاهدتُ نفسي , بمرآةٍ ، في الخمسين من عمري :
كان ورائي حشدٌ من جيلي
مع آمالٌ مبعثرة .
*

في الطريقِ من منفاي الى منفى آخر
نزفتُ , وأنا على دراجة , حتى وصلتُ شجرة كرز
إلتقيتُ عندها بمغول يرقصونَ
تصوروني جنكيز خان شاباً , عائداً من بغداد
أقسمتُ بأني لستُ ما يتوهمونَ رغم قسمات وجهي
لكن بلا جدوى : نصبوني امبراطوراً على اميالٍ بلا نهاية
من الاراضي والوديان الفارغة من بشر , حيواناتٍ وشجر
سوى خيولٍ ضائعة هنا , هناك
وفي اعماق ليلة تسللتُ هارباً , حاملاً قلادةً من اسنان ذئاب

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *