إبراهيم الفلاحي
في حيّنا الميت
المتواطئ جداً مع الكائنات الغليظة
إلهٌ بهيئة فزاعةٍ
كاد يضجر من طفلةٍ نسيت موتها إثر قصفٍ عنيف
كاد يأسف جداً
لأشلائنا
ولهذا العويل الذي يملأ الكون
ولم يحرك ساكناً.
يسعل بالجوار
يرمقني أنقل الجثة الألف
من على بعد ثانيتين
يطلّ
على شكل نافذةٍ ما
يجلس معتقداً بالذي كان حياً ومات
يجلس مستأنساً بالفجيعة
يجلس كالإختلال الكبير
ثم يفتح أشيائه لدواعي الضجر
ويئنّ،
ويحلم،
يتضاعف،
يتضائل،
يبصق،
يرغي،
يحنّ،
يجنّ،
يجوع،
يضجّ،
يخيب،
ويرجو،
ويجسُر،
ينسابُ من بين أشيائنا
ليعود هو المتداول بين الجميع
بما فيهم القتلة
يأتي على شكل قوس قزح
دونما امرأةٍ
فأجهل كيف يكون إله
بلا امرأة تعلفُ الريح
وامرأة تدعك النزوات
وأخرى لسرد المعاريج
أخرى لفتح المقادير
أخرى لفعل الفكاهات ليلاً
وتأنيب قوس قزح
كيف يكون بمنأىً عن الرقص
كيما يرتب أرواحنا
ويجمّل بالفعل هذا الجسد.
ومن حينها أتسائل
ما الذي كان يفعله قوس قزح في حينا المتأهب للموت؛
زاويةٌ للتثاؤب،
ملاذٌ أخيرٌ لسيئةٍ من قبيل النزوح
على مثلها يتقيأ ذو الشارب الكثّ أمعائه كل ليلٍ على أنّها سببٌ في البلاء، وأخرى بلا أملٍ
تُركضُ النائحات عشاءً إلى بابها المتهدّل والعابرون بلا وعيهم غالباًً
يفتحون بوادرهم لدواعي المتاهة فيها فتمنحهم رعشةً آخر الأمر
أو تقوم بتعديل ياقتها من قبيل التغاضي.
حيّنا مجهدٌ غالباً لمزاولة الفقد،
لتنهدات العاشق المغمور عند الليل،
لتخرصات العانس انفتحت كشباكٍ على اللاشيء،
وللتي لايفتأ يلهبها الحنين لشيءٍ لاتعرفه؛
حيُّنا منهكٌ عادةً
في الصباح
بلا وجهةٍ مثل قبعةٍ تتأبّط أدمغة النوم
والملل المتداول؛
في المساء يجد فرصةً للتأرجح أو للتدلي الطويل؛
وهو عند الظهيرة
هاويةٌ لا تحنّ إلى أيّ شيء
ك سيدةٍ ذهبت في عزاء غريب بلا ظلّها ولم تلق متسعاً للبكاء فراغت بأكمام خيباتها،
حيُّنا شاغرٌ لإلهٍ سيأتي
بكامل هيئته
باحتمالاته
وانفعالاته
وبتسريحةٍ فبركتها خيالاتنا مسبقاً
في الأبد.
اليمن