عبدالحكيم الفقيه
عبروا على الأشواك والطين المفخخ والصخور
تفننوا وتمكنوا
ردوا السلام على الجبال فصافحتهم
واستعارت من نسيم الشوق سيقانا ترافقهم
ودوت بالنشيد
العشب رافقهم وصار مخدة في الليل
والأشجار مرت بانتظام
فالهدير يعانق الأصداء من شفة التلال
وكم قرى تركت مواقعها
وسارت نحوهم في موكب الفجر
الذي صنع الحياة
ودشن الألق الجديد
لحقت بهم مدن وسارت مثلهم
والورد يقطف نفسه ليمدهم إكليله
ساروا وقالوا جملة الأحلام
وانقشعت غشاوة أعين الأوقات
وارتعد المعسكر والحديد
صنعوا الحياة لبلدة
كادت تموت من التشرذم والشتات
فوحدوا زمر الأنام
وكوكرت لغة القلوب
وواجهوا مجرى الزمان
وعانقوا الأمل الفريد
تدثروا بقلوبهم
ليواجهوا نار الرصاص وشمروا
فتراجع الموت المجند
واحتموا بيقينهم
وبعزمهم قفزوا على سور الطوائف
آلفوا بين الخناجر والوريد
مسحوا الغبار عن الندى
أقدامهم كتبت على سبورة التاريخ متن العاشقين
وشكلوا بدمائهم سطر الخلود
وكركروا
ما صعروا خدا ولا صدوا الرياح
تغلفوا بجلودهم
ومحوا كلام المستحيل من اللغات
وأشعلوا الجمرات في قلب الجليد
