فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

حزمةُ أرصفةٍ دستها المدن في روحي

أحمد العرامي

 

حزمةُ أرصفةٍ دستها المدن في روحي. هذا صوتك، أجمع الغيابات وأنسقها في وعاء الحكاية.. أرصُّ خطاي فوق بعضها وأعتلي الموسيقى، أنثر أقدامي في فِنائك وتوجعني الدروب المتوارثة كالتعب ولون العينين، أصعد ثم أهبط مثل مؤشر مرتبك بسبب الوحدةِ، تستقرين في حلقي كشوكةٍ، أدخل في ارتعاش سريرك من ثغرةٍ في النص، تفتحين النافذة على مشهد ارتطامي باحتلامك، أُنقِحُ غزلانَك… تخربشين أخيلتي، أُبَيِّضُ كل ورود خزانتك، تتلفين مسودةَ الياسمين.

أجيئك مكتوماً وتنتشر خطاي كشائعةٍ، أغادرك وحيداً وتنكمش الدروب في صدري والهواء، والعالم يتكثف في رائحتك، هذه رائحتك تتسرب كخيط دخان أسطوري صاعد من احتراق الآلهة، وتضحكين من شدة البرد، يا بردي الصغير، يا بردي الحنون والطائر، يا امرأة اللبان والخزف، يا نجاة اللغات المهزومة، يا هزيمتي البيضاء، يا ظهر النهر المعقوف من حملي، يا رسائل العشاق المغمسة في اللهب. يا ضفائرها استحمي في جداول من موسيقى ودعيني وحدي أتفاقم كالخسارات العمياء، كالمركبات تختلج في صدر الشارع، كالشارع مزدحماً بالضياعات، عندي أشياء كثيرة أحتفظ بها لنفسي، حفرةٌ بمقاس 1.60سم، أسميها عواء الأرصفة، بابٌ مرتفعٌ حتى اصطدام الرأس، أسميه العزلة البيضاء، سحابة تتوقف عن الركض أمام الريح لسببٍ واحد: لم تعد الحقول بمحاذاتي، سريرٌ واسعٌ يكفي لأتجول في أحلامي دون أن أقع فيصطدم رأسي بالأرض.. فأنتبه إلى ما يفعله الشعر بي والنساء.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *