نور العبدالله
أتراهُ يذكر إسم طفلنا الذي قررناه
كنتُ أريد منه يوسف
طفلٌ جماله يوسفيّ
مسح بأقدامه ما كتبهُ بالتراب
قالوا يوماً “إن حضر الماء بَطُلَ التيمم”
وكانت كلما حضرت أمامي شفاهه
بَطُلَ التمنّع
أهانني
تقلص حجمي
كان َبوسع ملعقة حفر قبري!
ياليتني شككت برغبته بقول شيء ما
كان عليّ أن أشعر بأنه يودعني
كان عليّ أن أظن أنه لم يعد يحبني
حين كان يبتعد عني خلف البرود
حين يعاقب زوجته بي
حين يضجرني بمضاجعاته المتكررة
حين يضرجني بقبله الحاقدة الناقمة
رائحة التبغ بزفيره
يضعني عند فواصل الموت والحياة
العزاء الذي أقامه لي لإخفائي
كان عليّ الشك قبل فواتِ الآوان
كنت مطفئة غضبه
كنت شمعة تطارد عتمته
كنت الأُذن التي تحتمل زئيره
كنت أجرب طرق عديدة
لأتنصلَ منه
وكلما أراه كنت ألتصق به
يعاقب زوجته بي
ويعاقبني بها
سيد الأضداد
أخرج من صمتي
وأقعُ ملقاةً على ريشِ وعوده
قذفَ يوسف بالبئر
وأوهمني أن للذئبِ ذنب
هائمةٌ على وجهي
خارجةٌ عن الخريطة
أبحث عنه
حين اكتشفت مصادفة
أن يوسف َلم يكن
لم يكن نطفة
كان نكتة تشاركها معي
واليوم محاها بالحقيقة الحقيقة.