فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

عن ما لم يكن

جهاد زهري / الجزائر 
كان يمكن أن أكون غبارا
لولا امرأة تقطر من علو قصائدي 
قبل أن تجري الريح قرارها الأبدي وتبعثرني 
كان يمكن أن أكون فلسفة غريبة على بني الارض 
هذه الارض المليئة بالحصى والحروب والشجن العالي ، والحزن الذي يخجل من ضحاياه
_ نحن_ ! 
لولا معنى خجول التصق باللغة فجأة حين أشعلت سيجارتي وكتبت بعضي على بياض هذا الليل !
وتركت كلي للقادم الملعون ! 
أيييه …
أيها الليل المسافر في القصيدة 
أيها الحالك منذ الله والستة التي كونت جرحي 
قبل أن يستوي على عرش المعاني ! 
وجرحه
أيها القابع فوق هلاكنا ، أشجاننا ، بكائنا خفية عن أمهاتنا ،والله ! 
هل دخلناك حين دخلناك ونحن نحلم بالصباح 
أو أننا ونحن نغرق باسمنا الذي ما اخترناه يوما وقعناه مدعين
أننا بالفعل نحن
نحن الذين لا نعرف من نكون ، ومن تكون 
نحن الذين كان يمكن أن نكون غريبين بلا اسم ولا هوية ، ولا أغنية تمثل روحنا 
بلا مستقر…
أو هاوية 
كان يمكن أن أكون حكاية ، ترويها الجدات لأحفادهن قبل النوم 
لولا أن تداركني اليتم قبل بدء الحكاية ، حكايتي التي لم تكتمل 
منذ الازل 
كان يمكن أن أكون مدينة ، بحاناتها ، مساجدها ،بعابرات الاسرة ليلا ، وعابريهن عبرها ، بكلابها العرجاء ، والقطط السوداء الملعونة ، والثملين ، 
الطيبين والخبيثين 
واولئك الذين ما اعتنقوا من كل هذا شيئا 
لولا أن قسنطينة ما اكتملت حين اكتملت الا وأنا فيها تحتويني 
ووقع خطواتي على اسفلتها يصل الصدى 
كان يمكن ألا أكتب شيئا عن كل هذا 
لولا كل هذا !زهري
ايها الشيء الغريب تحثني وأحثه 
هلا اظهرت نفسك قبل النهاية 
ام أنني سأواصل النَّعي ،نعيي 
وبكاء هذا الذي لن يكون ! 
 
 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *