فضاءات الدهشة يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير د. أحمد الفلاحي
وسام الموسوي
الكونُ يزحفُ الآن برفق
سأفتح رأسي مرة أخرى
لأحتفي بمزيدٍ من الخيبات
خُلقنا في زمنٍ مثقوبٍ بالموت
أهربُ من القبر مراراً
أقع منكسراً على قبرِ صديق,
العمر موشومٌ بالتضاؤلِ والفجيعةِ .
الكل ينتظر الآن
وأنتظر أنا
موت سنةٍ في تقويم الله.
الكل يتذكر
أتذكر أيضاً
شوارع َبغداد
كيف تنظف أسنانها من الضحايا كل يوم
أتذكر رعونة اللحظة التي أُغميَ عليَّ فيها
حين احتضنَ القبر جدتي,
والصفعات التي يقذفها الجدارُ
عندما كانت تملأ بيتنا بالضوء
أتذكر قصائد صديقي عن حبيبتهِ
كيف أتركُ له أُذُني دائماً
والنهرُ مستيقظ ٌ يُصغي .
أتذكر ذلك اليوم الافتراضي
حين هطلتُ في قلبِ حبيبتي
كانت ترتب حروفها لقصيدةٍ جديدةٍ .
الذكريات تلبَسُني الآن ,
أصبحت شجرةً يابسةً في زمن متصحر .
أحاول أن أرممَ ما سقط مني سهواً,
في أيام سيذبل عمرها
لأتلو سورة الحياة من جديد
لكن أيامنا لا تنظرُ للخلف أبداً !!
٢٠١٤
