فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

ستينيّةٌ في العاشرة مساءً

محمد زياد الترك

 

ماذا تصنع ستينيّة في العاشرة مساءً
على صهوة عكازها في دارٍ للعجزةِ؟
هكذا صِغت السؤال للممرضةِ التي تعمل بالدار عبر الهاتف!
ـ لستُ متأكدةً تماماً، فتلك الحركة التي تكرِّرها..
كأنها تمسحُ دموعها..
ـ لا أعتقد ذلك فتلك العجوز ناشفة عاطفتها
ومؤكدٌ أن رعاية العجائز قد أنهكتكِ، تصبحين على خير..

جديرٌ بالذكرِ أن الممرضةِ كانت متأكدة لدرجةِ لا تقبل الشك.. بأن الستينية مـبتلٌ خدها بالدمـعِ، وناولتها على أقل تقديرٍ منديلينِ تداري بهما نهراً مذبوحًا في عينها؛
لكن صياغة السؤال كافية لتفصّح أنَّ السائِلَ
يرفع عتباً، أو يصطنع حُجّـةً تخفّف توتره أمام الله

الآنسة رحيمةٌ بالعجائز، تراقبُ جيدًا
كما أنها ليست متأكدة طوال الوقت حتى لا تجرح معتوهًا ما..

السيدة ماكثةً طوال الليل، عينٌ على النافذةِ وعين على صالة الزوارِ، ترتّق بكل جرسٍ للهاتفِ شساعة حزنها، وتقول: ولدٌ طائش، ربّما نادما يدفع هذا الباب.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *