فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

ستشرق الشمس أيضا

علي أزحاف

“ستشرق الشمس أيضا”..
قال همنجواي وهو يجر
ساقه المجروحة ويتألم..
وحوله جنود بخوذ حديدية
يغادرون المعركة تحت المطر ..
وفي زمن آخر كان دوستويفسكي..
يذرع غرفته جيئة وذهابا..
مترددا بين كتابة رسالة
أخيرة الى حبيبته آنّا..
أوبين أن يكتب نهاية تليق
بحياة الإخوة كرامازوف…
وخارج النافذة يسقط على
شوارع موسكو ثلج أبيض..
وبين الزمنين كان ناظم حكمت..
يواسي زميله في الزنزانة ..
ويهمس في أذنه بين حين وآخر..
الحياة جميلة يا صاحبي..
ومن كوة صغيرة في الجدار..
كان صوت المطر يسمع بوضوح..
ودائما بين ذاك الزمان والمكان..
كان سكوت فيتزجيرالد..
يكتب جملة واحدة كل ليلة..
ويشرب كأسا تلو كأس..
يحاول أن يفهم بيأس..
لماذا هجرته الكلمات ..
ثم يأوي إلى خوفه المزمن
من أن يزوره الموت بغتة ..
بعيدا عن حبيبته زيلدا..
ليصبح ليله أطول من رواية..
والأن بعد أن مات كل هؤلاء..
مازالت الحروب تحصد السيقان..
ومازال العشاق يكتبون رسائلهم..
ومازالت السماء تسقط الثلج والمطر..
ومازالت الزنازن مليئة بالأصدقاء..
و رغم كل هذا الموت والهباء..
مازال هناك شاعر وحيد يقول :
“الشمس سوف تشرق أيضا”..
وأن “الحياة جميلة يا صاحبي”..

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *