فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

أعمل في اللهو

إبراهيم الفلاحي – اليمن

تزهو كرائحةٍ هناك وتزدهي عبثاً بمحتوياته،
يزهو كما تزهو ويحلُم أنّه المعنيّ من هفواتها،
امرأةٌ تسعلُ بطريقةٍ غريبة،
تشعرُ بالاختناق إثر تناول أحدهم،
تدخلُ بأعصابٍ منكوشةٍ مرحلة التقيّؤ الضمني،
أطفو قريباً من الانزلاق بها كل يوم،
وألقي برأسي بعيداً عن الوخز،
أحملُه كالفكاهة في سلّة المُتهتّك سراً،
وأعملُ في اللهو،
أحملُ روح المُغامر والكائن المُتملّص،
لكنّها سوف تفتحُني للصداع إذا لزم الأمر حتى تقُصّ مشيئتها
ثم أمضي بلا فكرةٍ للإغماء،
امرأةٌ لا يروق لها أن تروق لأحد
تنتظر الهرش في رأسك المُتهاون،
حتماً ستهرشك الاحتمالات يوماً
إلى أن تُدميك من الدّاخل،
أنت مدعاةً دائمةً للهرش،
أطفو قريباً من الاحتراق المُباشر فيها
ويعلقُ جلدي على ريش إغوائهَا كالغُبار،
أنتّف وجهي كدوامةٍ،
بينما تتدلّى كمئذنةٍ في الفراغ
وتُجلسُني للغواية والنّزف،
فيما أنا أتعاطى العدم وأغيبُ لكي لا أريبُ أساورها بالذي بي من الهلوسات،
لكنها سوف تسعلُ ثانيةً
وبتلك الطريقة تأخُذُني للتقيؤ ضمناً،
أنا سيءٌ بالتّقادم،
آخذُ شكل الملل المُتداول،
نوعيّة الحُزن الفائض،
صنفُ الأسى المُستطيل،
ولي كلّ هذا الفراء الّذي يشغلُ النّص
بالنّثر و الشّعر
أعملُ منهُ الكثير من القُبّعات فتأخُذها الريحُ،
أطفو قريباً من الوخز بامرأةٍ للتعايش مع السّأم كمكوّن طبيعي
وحقيقة كونيّة،
مع كون الحلمة الّتي كُسرتْ في فمي همزةً على نبرة،
مع كون الخصر منتخباً من هبوب الرّياح إلى دفّة الرّقص،
مع كون فستانها المُتهاون يعبثُ بي
فيُسرّب للنّاس بعض الغوايات،
أنّ روائحهُ عملتْ للتربّص بي في الممرّ
ولكنّها سوف تأخذُ أحدهم عوضاً،
امرأةٌ كالكمنجة
تدفعُ بي غالباً للبكاء على الكائنات الغليظة،
تأخُذُني للتّموضع جداً مع الملل المتوفّر في السوق،
أخرجُ كلّ صباحٍ لملء الشوارع باليافطات الرخيصة،
وأرجعُ منتصف الّليل محتشداً بالفراغات
وحدي كحشرجةٍ بحلق الذئب
أعكف سيئاً،
أعملُ على إماطة الأذى من الشوارع الخلفيّة،
وحملُ المعذبين بها على البكاء لشعورهم بالألم،
إلى أن يحين عبورها الغامض والغير متوقع لتهذي بهم،
أعملُ في اللهو
حتى خروج الغواية للانقضاض على قلب أحدهم،
تطلبُ منّي بأن ألتقط صوراً معها للفريسة،
وفي آخر الأمر ينتصرُ الأغبياء،
وأبقى وحيداً أمام اشتهائي لها
ثم ألعق ذاكرتي،
غالباً ما أغيّر من موقف الآخرين تجاه مؤخرةٍ امرأةٍ ما،
لكنّني سيءٌ بالتّقادم،
ولا شيء يردمُ ضعفي أمام الأنوثة،
لا شيء يحملُ هذا الجنون على محمل الجدّ،
ويشنُقُني في الممرّ الأخير إلى خصرها،
وإلى همزها المتواصل في الدّم،
أطفو قريباً من امرأةٍ تستحمّ
أغسلُ أعضائها كل يوم
وقد أحتفي للإصابة جرّاء ذلك بالالتواء،
أنا القاتلُ المُتسلسلُ للرغّبة الأبديّة،
أقتلها
ثم أخلقُ من بعضها بعضها الميّت المُتآكل،
أقتلها ثم أنفخ فيها
وأقتلها .
23\ 11\0014

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *