رسالة إلى الآخر

نامق سلطان

أنا وأنتَ، نعيشُ في مدينةٍ واحدة
لكنني لا أرتادُ الأماكن التي تُحبّها
ولا أقرأُ ما يعجبكَ
ولا أقتدي بما تلبس
أمانيُّكَ أشياءٌ ليست في خاطري
والزمانُ الذي يستهويك، أراه ميتاً.
قد يجمعُنا مقعدٌ واحدٌ في باص
أو صالةِ انتظارٍ في عيادةِ طبيب
وقد نحتمي من حرّ الشمس
تحت شجرةٍ واحدة
عندها نكون قريبَين من بعضنا
لكنّك بعيدٌ جداً
بعيدٌ عن الأرض التي نمشي عليها
وعن الناس الذين يبتسمون لنا في الأسواق
دون معرفةٍ سابقة، لأنهم طيبون.
أنتَ لا تفهمُ شطحاتهم اللذيذةَ
مثل ذاكَ الذي طابتْ نفسُهُ
فراح يغني تحت المطر بصوتٍ عال
ونشازاتٍ لا تُحتمل
أنت تشتمهُ، وتغتاظُ منه
بينما أنا أضحكُ من أجله
وأرسلُ إليه قبلةً في الهواء.
أنا لا أنازعكَ على أشيائك
بينما أنت تريد أن ترسمَ لي طريقي
على خارطةٍ من الوهم.
العالمُ واسعٌ عليّ
بحيث يمكن أن أموتَ من أجلكَ،
وضيّقٌ عليكَ
بحيث يمكن أن تقتلني،
وتقفَ على جثّتي
كي تصير أقرب إلى يقينكَ.
أنا أحبك دون سبب
وأنت تكرهني لأسباب كثيرةٍ،
……………….. ما أتعسك!