أمينة الصنهاجي
العبارات تتعثر بالنوايا الحذرة.
إن التردد في الرضا يعكر صفو المآلات المرتقبة.
تلك الصحون المصطفة بصرامة على الرف تمتهن الصمت الثقيل منذ الأبد..
حتى حين ترتطم ببعضها أو تنقرها الملاعق و الشوك أو تلتقطها المائدة.. لا تصدر إلا صوتا مكتوما بطبقة واحدة مكررة.
الاطباق صامتة.. ربما لأنها معدة سلفا لاستقبال الأشياء عليها. فتعرف من البدء أنه ليس من حقها التعدي و المجاوزة. فمن سيهتم بشكل مفتوح بكل أريحية على غيره بلا تحفظ؟
تلك الأطباق البيضاء المسطحة تبدو أكثر صمتا من غيرها.. حكيمة في بياضها الناصع و محايدة بلا أثر لأي انفعال.
تلك التي تتأنق بألوان مبهجة مع حواف مبرومة أو مضاعفة تقدم نفسها على أنها صامتة بسبب ابتسامتها الدائمة. من ينفي أن ألابتسام أريح من الثرثرة؟
أما تلك المقعرة المطلية بالزركشة الغريبة فصمتها يبدو تأففا و استعلاء يشوبه بعض الضجر.. لها صمت متمرد أقرب إلى الترك. و على كل حال فهي تفرض اختيارات أقل على مستعمليها، في صمت صارم عميق.
هكذا تصطف بكل ثبات.. و لا تخرج من مكانها إلا لمهمة محددة تستقبلها بكل تقبل.. و تحافظ على صمتها في نبل و استعلاء..
هل يجرؤ أحد على مصادقة صحن؟
هل يمكن أن نتقبل شخصا يقول: اشتقت إلى صحني كما نتقبل بشكل عادي من يقول: اشتقت لفنجان قهوتي؟؟
الصحن/ الطبسيل/كائن منفصل مفارق و وحيد.