صلاح فائق
أنا مأخوذ بمشهد ِرجل أعمى يمشي
في مدينة. يبدو مشغولاً أو مهموماً
وينظرُ إلى السماء.
أظنهُ ممثلاً يتدربُ على هذا الدور
أو لصاً يحاولُ إغفال الآخرين
ثم, فجأةً, أنتبهُ أنه يشبهُ معلمي الأول
أقتربُ منهُ وأحدّقُ في وجههِ
يفتحُ عينيهِ ويسألُ, مبتسماً,
تتذكرني, أم تظنني حقاً أعمى؟
لا أدري ما أجيب
يمضي وهو يغني
*
لم أعد أقدّسُ أحداً أو شيئاً في هذا الكون
منذ نصف قرن. اخترتُ الكتابة طريقاً الى المجهول
وما فيه. صرتُ حكيماُ منذ ذلك الوقت:
تعلمتُ الاحتيالَ على جباة الضرائب
أنقذتُ منهم ثيابي وانتهيتُ رفيقاً لباعةٍ متجولين
*
أنا شخصٌ مضحك
أعرفهُ من دوري, كنمامٍ, بين عناكب بيتي
وثعابين هذه الجزيرة.
خلال ما بقي من عمري, أتمتعُ كل صباح
بتغريدِ بلبلٍ معدني اشتريتهُ قبل سنوات
من هونغ كونغ. أخرجُ حين يناديني كلبي
لألتقط له سمكةً ميتة من المحيط,
كما أفعلُ كل يوم
أعودُ, أبتسمُ لجاري الأحدب
أجلسُ على عتبة بيتي وأثرثر مع نفسي
*