فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

الرتابةُ وعكةٌ أفقيةٌ في الوقت

إبراهيم الفلاحي/ اليمن

 

لستُ مُجرد الأخطاء،
الأشكالُ المُحتملةُ لحدوثها أيضاً،
الطريقُ الحلزونيّ الباهتُ لما يمكن أن يقع من أطرافها الدافئة.
أخفقُ مسوّدةَ الفراغ، بفُرشاة الصوت الغامضِ، ومساحيق العَتْمة،
ما يكفي لإعلان الحياةِ الاقترابُ جيداً من الموت وتلمُّس لعابه اللاهث في المخيِّلة،
ما يكفي لإعادة نفخ الأنثى في قوقعة الجنين العائم بطريقةٍ مرتبكة،
تشغَلُني جيداً أيّها النّص عندما تتعالى على ذاتك،
حين تُدرك أن الوجود لا يناسب مُطلقاً قدرتكَ على الرقص،
حين تنطلق منك لتحقق الكثير على الخارطة،
وحين تعزفُ على الماء ملامح امرأةٍ نَسِيَتْ عليّ ضجيجها، فاستويتُ خيالاً مرّ من إبط الدخان، الرّؤيةُ انفرطتْ كشُبَّاكين للقلقِ انتبهنا هوّةُ التحديق عاليةٌ هنا والليلُ يلعقُ من إضاءتنا كذلك ثم نفتحُ في صباحٍ غامرٍ بالأمسِ وجهينا الغريبين على المرآة، نأكلُ ياقةَ اليوم المُسمّى وردةً أخرى مقابل وخزةٍ للشكّ صار سياقنا الشمعيّ أشبه في الظهيرةِ من رذاذ الهرّ ممطوطِ الشوارب.

نرقصُ خارج المعنى
بعيداً عن قوانين الحجارة والسُّعال،
الصمت هذا المائعُ السطحيّ والرّخو الموارب دائماً لصَدَى الحائط،
للأحلامِ النّاعقة تحت الجلد،
للطحالبِ الميتةِ على السرير،
للطوبويّ المُعنّى بهامته واستدارةِ عينيه، للضّجر الإضافي،
للزيف،
لا شيء أكثر.
نرقصُ حدّ الغياب فلا نستطيع التذكُّر حتّى نُدوّنَ في الريحِ أسمائنا،
نتعرّى عن الانتماء إلى أيّ شيءٍ نجيدُ التخلّص من عبئ أشكاله بِما يكفي
لنعرفَ وجهة الأشياء.
مالا يُفسّرني
لا يقوى على فعل التنفُّس من خلالي،
سيّءُ الرؤيا إذا لم تنتبه لقراءةِ الأشياءِ لا خطأً عليكَ سوى التّنفُّس في استحالتها.
المحبّةُ نسخةٌ للانفعالاتِ المُشوّشة،
الرتابةُ وعكةٌ أفقيّةٌ في الوقت
واللاشيء أنضحُ بالمعاني
والغوايةُ وردةٌ مفتوحةُ المعنى لنزوتك المُضيئة.
المساءُ محطّمُ الساقين منتبهً كشارة نافذٍ دخل المدينةَ غرةً فَتَعفّنتْ، جرذانُ هذا الليل من شهواته, أَتذكُرُ امرأةً تسيلُ من طَرَفِ المساء نديّةً، تُلقي على وله الهواءِ حنينها وتلفُّ ساقيها كراقصةٍ؛ وأُخرى تستعيرُ لكي تُجفّفَ صَمْتَها بلُعابه الراغي سُعالاً، صار يلوي كلّما انتفخَ الغرامُ به تَنَهُّدهنّ، علّقَ في صداه شئونه، ونَمَتْ عليه طحالبُ التدخين حتّى شاخ، أوقعَ في الصُّداعِ جُفُونه ومَضَى بغير هواً، كوقعٍ في مُؤخرةٍ ليومٍ مالحٍ جداً.

كأنّ على المدينة أنْ تشُقّ عَصَا الغريبِ وتنْتَقِي عينيه ثانيةً لفَقْئِهِمَا، هُناك كعالقٍ بين الهويّةِ والهَوَى، هشٌّ تماماً كلّمَا أمْعَنْتَ في تفسيرهِ، أوقعتَ هيئتهُ على سطحِ الفَرَاغ،
لليلةٍ ملساءَ تعتمرُ الشّوارعُ قُبّعاتُ الضوء
تفلتُ عن لسان الريح ناحيةٌ
وتغزلُ أخرياتٌ في اكتئابِ رموشهُنّ عوانسٌ،
من يا تُرى في الحيّ أوقعَ قلبهُ الصّادي فأعشَبَتْ النوافذُ كلّمَا نامتْ فتَحنا للصباح وجوهَنا تسويفِ حالمةٍ تغيبُ الكأسُ في يدها وتصحو.
ربّما وقْعُ المُخَدّرِ صِيْغَ من عرقٍ لأنثى، أصبحتْ حُرّيتي أعلى وصَمْتُك داكنٌ،
إنْ لمْ يَسَعك الوقتُ
كُنْ ثُقْباً لِيَتّسع الخيالُ وتحدثُ الرؤيا، أُقَلّمُ ناظريكَ لكي تَرَى، الأحلامُ لا تكفي، بدونِ هويةٍ ما يُمْكِنُ التحليق، يُمكنُكَ التعالي دائماً والرقصُ في قدَمي إله.
______________
10/ 2/ 2011

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *