ولاء محمد/ العراق
قادمًا أجيءُ
من القرى البعيدة
لغتي، نارٌ حاميةٌ
لها صورةُ الموتِ،
وعلى أكتافي صليب المسيح،
ورثتُ فداحةَ الجحيم من أجدادي
لي قرابةٌ بالنيرانِ منذ الأزل،
تشتعلُ الرؤى
في غابات الغد الكثيفة
كأنّها خشبٌ يابسٌ.
أفزعُ من هذا الخوف،
الخوف الوحشيُّ
كما الأضاحي في الصباحات أمام – جوع الآلهة.
ومن قمّة الجذبِ، تجيءُ لورنا
طاعنةً في السن
تغرفُ بشراهةٍ خمرةَ الآخرةِ، والحوريات
-كالأسماكِ- بزعانفهن الإلهيّة راكضات نحو بحيرة الجسد،
(أوّاه ما أقسى عذاب الحبّ
حين يغيب في سماء الليل نجمُ القطب
وحين يعوي الذئب)
حتَّى تصير
أغاني اليتامى ثورةً بيضاء
يستفيقُ في ربوعها الإنسان.
أشواكٌ أفّاكةٌ
تغرزُ مخالبها الوحشيّة في جسد الوردة،
أمام سماسرة التاريخ وهم يستمتعون
بمذبحة المناجلِ
قالوا: متْ وابقَ حيًّا!
فماذا أقولُ لأجلاف الصحراء،
حين تعوي الريح،
وتخور قواي أمام العدم الأوّل؟
ماذا أقولُ حين ينفد الشعرُ
وتحكمُ الأفواهَ لغةُ السيوفِ؟!
لي أغنيةٌ
سافرتْ في الحناجرِ
يتبعُها شحّاذٌ
أضاعَ أمتعةَ الشوارع!
ولي في الشواطئ قصّةُ الغرقى
(غنّيتُ للعبيد الذين كانوا في السفينة
مثل عنقود قاتم على شجرة الغضب،
سافروا، وفي الميناء نزفت السفينة
تاركةً لنا ثقل الدم المنهوب )
الآن
أقطعُ وحدةَ الكونِ
بنصلِ سكيّن صدئة
وأشقُّ طريقي
إلى
مدن “الأحزاب المقدّسة”
حيث الغرباء
والتعساء
تحتضنهم الشوارع
بكامل الجنون!