ريتا الحكيم

سألَني:
من أيِّ البلادِ أنتِ؟
راوغتُهُ في الرَّدِ:
أنا مِنْ بلادٍ تغفو على أزيزِ الرَّصاصِ
وفي الهزيعِ الأخيرِ مِنَ الموتِ تتقلَّب على جَمْرِ قتلاها
الحق الحق أقول لك:
إنني أبني فيها للكآبةِ قصورًا من لحمٍ ودمٍ
تمشي الهُوَيْنا على جُرْحي
أبكي حينَ تَجفُّ مآقيَ السَّماءِ ويذبلُ الوردُ
في أصيصِ الشَّوقِ
وحينَ أُدرِكُ مُتأخِّرَةً أنَّ الوحدةَ طعمُها حُلوُ المَذاقِ
الحق الحق أقولُ لكَ:
البلادُ التهمتْ أبنائي على موائدِ حُكَّامِها
وأنا.. إلى الآن أبحثُ عن بلادٍ تتَّبِعُ حِميةً صارمةً
كن صدىً لصلاتي أيُّها الفضوليُّ وردِّد معي:
يا إلهي! اغسِلْ كآبتي كثيرًا
وطهِّرِ البِلادَ مِنْ سَبْعِ خطايا عِجافٍِ.