فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

دموع على يديك

علي ذرب

 

 

نحن عائلتكَ الصغيرة
يُخيفنا ما أنت عليه هذه الأيام
فأنت لا تتناول طعامك كما هو معتاد
وتتحدث عن طفولتك البعيدة
تتفقدنا كثيرا كأننا سنذوب كما الثلج
وأنك حزين لأن ليس لديك صورة واحدة
تجمعنا سوية
ودائما هناك دموع على وجهك, دموع على يديك
كأنك بهذا تريد الرحيل
نحن لا نفهم شيئا عن موت الطيور, عن بقاء القمر محاصرا بين أغصان شجرة
نحن لا نفهم النهايات
لكننا نخاف أن نطوي فراشك للمرة الأخيرة
ونبقى نوقد الشموع من أجل رحيلك
كنا نُخرج من الخزانة ثيابك العسكرية, نضعها فوق الأرض وننام فوقها
كنا نريد عناقك
تخيل ذلك, ثلاثة أطفال يضع كل منهم قميصك فوق صدره
ويطوي ذراعيه برفق حول عنقه الصغير
وذكريات أخرى كثيرة لا تعرفها
ليس عليك الذهاب الآن,
يمكننا أن نتخيل أنك أحد الأشياء الصغيرة التي يحتويها المنزل
يمكنك أن تكون مزهرية نتعامل معها برفق طوال حياتنا كي لا تتحطم
يمكنك أن تتضاءل حتى تصبح بحجم وسادة
كن نافذة, كن عددا كبير من الملاعق
كن مرآة تستطيع ابنتك أن تُمشط أمامها شعرها الطويل
الى الأبد
يمكن أيضا أن تكون تقويما
هكذا سنشطب فمك, سنشطب عينيك, ذراعيك وساقيك
ستتلاشى ببطء مع الأيام التي تمر, ستهترئ
حينها سيكون للنار بهجة أكبر .

 

*شاعر من العراق.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *