محمد الصلوي
معلق ما بين أغنية وأغنية
وحبيبتي تدري بسري
فتفتح الصباح بصوتها الوتري
يا صبحها الطربي
إني الآن أنزف
ها جبيني يقطر بالغناء
وبالمواويل الحزينة
ـ قل لي حبيبي…
ـ ما أقول؟
إني ألملم دمعتي
“مرتيل” لا تقوى على لغتي الأليمةْ.
والبحر يخشى أن أفيض
والشمس تستجدي غواية مهجتي
“أيها المحصود من حقول الحزن
كن عدما”
فقولي ما أقول!
ـ أنسيت قبلتنا
ـ وطعمك الكرزي في شفتي؟
فهل يكفي شفاهك أن أفسر غصتي
كان الرصيف كفاية قبلة مسعورة
لكن كبرنا مرتين لم يكفِ السرير جنون أحلامي
ولم يعد يكفيك مني قضمتين.
ما كان يغضبنا
و لو نتبادل الضحكات في فرشٍ من الرمل المعتق بالهوى.
الآن ما عاد يكفينا الآثاث ولا اكتمال اللوح
ان البوح يعصرنا كبارْ.
كنا صغارا لا نفكر في نقوش الدار
يكفيك مني وردة
يكفيني منك نقش هذا القلب .
نقشٌ صغير في الجدار
“إني أحبك”
فكن الحصير أو المدار
لم كبرنا بعد عام الحب؟!
يا ليتنا نبقى صغارا
لا نفكر في ادخار نقودنا للصيف
لا أفكر في نزف جيبي من ثمار الياسمين
لا أفكر في تكاليف العشاء
ونكتفي بالخبز حين يغمره الحنين.
لم كبرنا؟!
الزهايمر قد غزى جيبي
فنسيت قبلاتي ويومك الفضي في الميلاد
ما عاد يكفينا بيتزا وكأسا من آتاي
لنحتفي برأس هذا العام
يا رأس هذا العام…
لا تأتِ!
تمهل وانتظر
فالكف خالٍ مثل بيض البق.
إن حبيبتي تعد خطتها الكبيرة
ـ سندخل الديسكو؟
ـ ليس لي ثمن التذاكر
ـ إلى السرك الرخيص؟
ـ لا أحب القرد مشتعلا ومعي ثمن الرغيف
ـ خذني إلى المقهى !
ـ أو نكتفي بالبحر؟
فيما مضى كنا نحب تشابك الأمواج فوق أطراف الأصابع،
وأسماك الدفلّي، والنوارس
أونطرز بيتنا الرملي بالوان القواقع.
ـ إذا سنقضي عيد هذا العام على الرصيف…
ـ مثل ذاك العام…
ماذا تراه قد تغير؟
لم يكن جيبي كبيرا
لم يعد قلبي صغيرا
لم يضق خصر الرصيف!
والخريف لم يبدل سرِهُ
فوجهي ضامر والكف أسمر
ماذا تراه قد تغير؟
ـ لا شيء…
صديقتي ترسل السلفي
فأشتهي إسوارتين من الذهب المصفى
وحبيبها يتقاذف الأودي
وأنت تنتعل الأغاني والأماني والأدب.
لا شيء…-
ماذا يضر لو غيرت فستاني
وطرزت نهدي بالحرير
علقت في صدري سلاسل
لا كذبتين من الكلام الشاعري
ـ فلتذهبي…
إني أفقت الأن
الفقر أول مذهبي
والموت آخره
ولا توسط في الشقاء!