يحيى الحمَّادي
لِأَنَّـــــكَ كُـنْـتَـهُـنَّ، ولَــم يَــكُـنَّـكْ
غَــدَوتَ مَـلَاكَـهُنَّ, وصِــرنَ جِـنَّـكْ
.
لِأَنَّـــكَ مـــا خَـلَـفـتَ لَـهُـنَّ وَعــدًا
ظَـمِـئتَ.. ولِـلـغَريبِ صَـبَـبْنَ بُـنَّكْ
.
لِأَنَّـــكَ لَـــم تَـكُـن لِـتَـقُولَ “كَــلَّا”
أَكَــلـتُ أَنَـامِـلِي وقَـرَعـتَ سِـنَّـكْ
.
لِأَنَّــــكَ لا تَــخُــونُ دَمًــــا ومــــاءً
فُـتِـنَّ بــذِي الـسَّرَابِ ولَـم يَـصُنَّكْ
.
لِأَنَّـــكَ مـــا اجـتَـرَحتَ أَذًى ومَـنًّـا
رَبِحـــــتَ أَذَاكَ مـــائِــدَةً ومَــنَّــكْ
.
رَمَـيـنَكَ بـالـشَّكُوكِ, وجِـئـنَ فَـجرًا
يُـقَـطِّـعـنَ الأَكُـــفَّ.. وقَـــد طَـعَـنَّـكْ
.
لِأَنَّــكَ.. لَن أُطِـيــلَ.. فَـكُـلُّ قَـلــــبٍ
أَشَدُّ مِــن الـطُّـعُونِ بــهِ “لِأَنَّــــــكْ”
*****
نَـشِـيجُكَ يــا خَـرِيرُ صَـدَى كَـمَانٍ
تَــعَــوَّدَ إِن جُــرِحـتَ بـــأَن يَـئِـنَّـكْ
.
وصَـمـتُـكَ صَـــوتُ والِــدَةٍ تُـنـاغِي
رَضِـيعًا، كَـي تَـقُولَ: سَبَقتَ سِنَّكْ
.
وحُلمُكَ بين سَارِيَتَينِ, يَســــــرِي
سِوَاكَ عَلَيهما, وهــــــو المُحَنَّـــكْ
.
أُعِـيـذُكَ مِـن سِـوَاكَ, ومِـنكَ, إِنّـي
رَأَيــتُ عـلـى يَـدَيـكَ دَمِـي وفَـنَّكْ
.
مَـرَرتَ عـلى الـيَقِينِ مَـعي خَـيَالًا
كَــأَنِّـي كُــنـتُ ظِــلَّـكَ.. أَو كَـأَنَّـكْ
.
حَمَلتُ فَجيعَتِي وحَمَلتَ رَأسِـــــي
وخَـائِـفَـكَ احـتَـمَـلتُ ومُـطـمَـئِنَّكْ
.
لِــذلـكَ صـــارَ ظَــنُّـكَ لِــي يَـقِـينًا
وصِـرتَ عـلى الـيَقِينِ تَعِيشُ ظَنَّكْ
.
سَـنُـقـتَـلُ مَــرَّتَـيـنِ إِذَن.. إِذا لَـــم
نَــقُــل لِـلـمُـسـتَحِيلِ: لَـنَـقـتُلَنــَّكْ