علي أزحاف

وحقّ عليك العشق،
انت الكائن العابر للصمت،
لم تبق لديك معاذير
تجعل وهم البدايات يطول..
زمانك هولامي
يسّاقط من بروج الساعات،
وينسكب في كأسك باردا
مثل سيول الشتاء ،
يشتهي دروب البدايات
التي انصرمت حبالها
في منتصف العمر
حين أحترقت خطاك،
في أول الطريق..

وحقّ عليك الهجرُ
لما ارتويت بمراسيل
لم يعد لديك متسع لتقرأها،
أنت المدثًر بوهم الكلمات
وأسفار دمرتها حروب التأويل،
حتى خلت نفسك شطرا ،
لم يكتمل، في مرثية
القلوب الحزينة..

وحقّ عليك النظرُ
حين أغلقت عينيك
في وجه الشمس،
وفتحت قلبك واسعا
أمام دروب الليل
هنالك وجدت دلائل الشوق،
التي قادتك للطريق
نحو حدائق الله السفلى،
حيث يدخن الشيطان
سيجارته الأخيرة
وينتظر، مثلك ،نهاية العالم،
كي تعود إلى منابعك الأولى،
وتتعرى من كل حلم غبي
كان يوما يروادك.