فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

أدركتْهُ الحياة

أحمد الملا

 

لم نميّز بين الدّربِ
والطريق إلا بعدَ حين،
وصلْنا والتفتْنا جميعًا
نفتّشُ عمّا تساقَط
وتمنّيْنا العودة
مُغمضِي الأعين،
لكنّ الطريقَ صارت دربًا
اختلطَ علينا أثرُها
ولم يعدْ من غايةٍ
نقصدُها.

ضعْنا
في معابرَ ضيّقةٍ
سدَّ ثقوبَها الليل
بأحجارٍ حادّة،
تعلّقْنا بأسماءٍ طويلة
وانقطعَتْ حبالٌ
ومِن رضوضٍ وكدماتٍ
رميْنا فُتاتَ الحنين
ربّما يلمع.

كم تمنيْنا في رجوعِنا
كلّ خطوةٍ تمحو حوْلًا من العمر
لنستعيدَ لعبةً أولى
ساحبينَ أصابعَنا الضاحكةَ من أيدي الماضي
لاهينَ
فوقَ مربّعاتٍ نقفزُها
وخطوطٍ نتفادى وطْأَها
نتعثرُ
غيرَ عابئين.

كنا نقفزُ ونكاد نطير
ننظرُ إلى سواعدِنا الغضّة
نحثُّ الأجنحة،
ما كللْنا،
لم يجرَّنا السهوُ
ولا أنسانا معنى الخُطَى
وما ثَقُلَت أكتافُنا بعدُ.

نقفزُ من بلاطةٍ إلى أخرى
خشيةَ الهاوية
أقدامُنا ترجفُ
تتأرجحُ قلوبُنا
وتشهق،
تلك لعبةٌ أتقنّاها
فالتةً أيدينا من الآباء.

البعضُ أدركتْهُ الحياة
وشدَّتْ لجامَه،
كثيرون سقطوا
و قلّةٌ منّا تعلّقَت أيديهم بالهواء
أمسَتْ الحافة
صراطَهم الأخير.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *