سامية ساسي
فيما يفكِّرُ، وحيدًا، في شوارعَ أخرى،
أجمعُ صفّاراتٍ في انتظارهِ،
وأهذي،
كمدينةٍ بلا بَواخرَ ولا قطارات.
* * *
يقولُ الهذيان:
المُدُنُ، إناثٌ.
الصَّفيرُ، شوكةُ الرّيحِ في فمِ الشّيطان.
وأنا الأنثى التي تهجٌرها الملائكةُ في اللّيالي العِجاف.
أسدُّ أذنيَّ بأجنحة الفَراش.
وأجمعُ الكثيرَ من اللُّعبِ.
لعبًا للبنات،
فساتينَ بيضاءَ قصيرة،
كتبا للطبخِ و الزينة،
كرات من الصّوف،
أضعُها كلّ ليلة عندَ العتبة،
وأنتظرُ.
أنتظرُ حارسًا ليْليًّا
يأخذُ كلَّ العشبِ و الحليبِ الإضافيّ.
يأخذُ الزّفيرَ و الصَّفير،
و شهقَة الشيطان في فمي.
و يتركُ لي صفّارةً.
صفّارةً واحدةً تحت الغطاء
تنفخُ الرّوحَ ريحًا في جسدي.
وأهذي،
كمدينةٍ مُشوّهةٍ
بلا حارسٍ
ولا صفّارات.
__ 2015