عبدالله بليجان
ما الذي وَلَغَ في صدر المجاز
ليسعل هكذا؟
رُبّما لأنّ الليل
أقلُّ من ليلٍ يليقُ بعاشقين مثلنا،
وربّما لأنّ زاوية الليل أضيقُ من أن ينفُذ الصُّبحُ منها دون سماع صوتك
سيقولُ الرّضيعُ في صدري مجازاً من البُكاء:
أحتاجُ أن أُمسك بيدك لأنام
وسيقولُ الطّفلُ في صدري مجازاً:
لم أكُن أحلمُ في وطنٍ بخمس نجوم
نجمتين كانتا كافيتين لنكون معاً الآن
وسيقول اليافعُ الضّحوكُ في صدري مجازاً:
صوتُك أقدسُ من أن يكون له لونٌ وإلّا
لكُنّا جمعنا نجومهما معاً
وحصلنا على وطنٍ بخمس نجومٍ وأستبدلنا لونيهما
بلون صوتك
وردّدنا وهتفنا هكذا تكون الأعلام
وسيقولُ الثّلاثينيُّ في صدري مجازاً:
أنا أُحبُّ الرّقص أكثر من الشّعر
لكنّ عينيك
من يشفعُ للشعر تكرارهُ وغلبتهُ على الرّقص
وسيقولُ الأربعينيُّ في صدري مجازاً:
لا أعتبرُ أيّ كتابٍ أو ديوانٍ إنجازاً ما لم يجمع عاشقين على الأقل معاً
تعالي لنكون هذين العاشقين
لا أطمحُ أن نُحقّق نبوءة غيرنا بقدر ما أطمحُ أن نُحقّق نبوءتنا بأن نُصبح معاً
عندها
لن يقول الخمسينيُّ في صدري مجازاً:
ماذا حقّق الشّعر لي؟
وسيقول المُسنُّ في صدري مجازاً:
أحلمُ أن أُصبح مجنوناً ليأخذوا الحكمة من فمي
هذا تأويلُ ما بي
آن لنا أن ننتقل من المجاز المؤقت إلى الحقيقة
هأنذا أُردّدُ بجميعي أنت زوجتي
فرُدّي بجميعك وأنا قبلت