فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

ذاكرةٌ من رمادٍ

ريتا الحكيم

 

النِّساءُ اللواتي غرقنَ في أحلامٍ ورديَّةٍ
يُقشِّرنَ الوقتَ على عتباتِ بيوتٍ لا أبواب لها
تجلسُ الواحدةُ منهنَّ على مفارشِ النَّدمِ
وتتركُ لكرسيها الهزازِ مهمَّةَ التَّفكيرِ
غالبًا ما يخذلُها..
فتستعينُ بعكَّازِها
لتصلَ إلى الطَّرفِ الآخَرِ مِنَ الماضي.
ينكسرُ الضَّوءُ على مَرايا الذَّاكرةِ قبلَ أن تطأَها
تسألُ نفسَها بوَهنٍٍ:
هل هذا ما كنتُ أتمناهُ حقًّا؟
*
في هذه البقعةِ العصيَّةِ على الحلمِ، لا شيءَ إلَّا الخَرابَ
تُمرِّغُ النساء أجسادَهنَّ الهزيلةَ في رماد البلادِ المحروقةِ
ويُنجِبنَ منهُ أشجارًا يابسةً..
يحتطبنَها لرجالٍ ينسجونَ
أكفانًا لبنادقِهم الصَّدئةِ
*
أكتبُ عن كلِّ هذا الوجعِ لأتنفَّسَ هواءً نقيًّا
وأحاورَ أمِّي وأبي الغائبينِ عن عالمي
أكتبُ عنهُما ولهُما
عنِّي وأنا أمسحُ غُبارَ الغيابِ عن صُوَرِ أولادي
وأنا أنزعُ مساميرَ انتظاريَ العقيمِ
لأفقأ بها عينيَّ الطَّريقِ

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *