فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

لم يعد لسانهُ له

أحمد المُلّا

 

الجملةُ غامضة

جملةٌ التقطتُها من فمِ طفلي 

وشققتُها

ركّبتُها بلا قصد

الجملةُ التي أربكتْ يدي 

ولسعتْ إبهامي،

الجملةُ في اشتباكِ كلمتيها 

أصدرتْ تكّةً مثلَ قفلٍ صديء

وارتعشَ النومُ في مصابيحِ الشارع، 

الجملةُ المقسومةُ إلى نصفينِ متطابقينِ دونما نضج

تلك الجملة

أغلقتُ عليها الورقة 

ودسستُها ساخنةً 

في كتابٍ أعلى الرف.

 

كَبُرَ الطفل 

لم يعد لسانُهُ له 

ونَسيت.

 

طرقاتٌ على الخشب 

ولا أحدَ أمام الباب 

برقٌ في سقفِ المكتبة 

الكتب تنفُضُ غبارَها وتركضُ في الصالة 

أصواتُ شجارٍ بلغاتٍ مختلفة 

معجمٌ يتقافزُ فوقَ الأثاث 

كملدوغٍ في غابة

تسقطُ ورقةٌ على الأرض

برنّةٍ معدنيّةٍ و صدى 

سكون 

أنفاسٌ تنحبس

وتنزلقُ جملةٌ على الأرض.

 

الجملة 

تلك الجملة

تلفُّ برأسِها 

تحدّقُ بغضب 

وتفحُّ في وجهي؛

 

الجملة لم تعد غامضة.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *