لارا الظراسي
كاهنُ المعبد الذي كان يسكنُ زقاق شارعنا
كان يحبُ طعامَ عائلتي
يزورنا كلَّ صباح
ُيشبعُ.. يدعو لنا..
ويغيبُ
حتى جئتُ إلى الدنيا
خاف الرجل… قال لأمي وهي تطعم العصافير ذات نهار
لأجلك “يا سعيدة” فقط سأقول: ابعديها عن الماء
في دينكم التيمُّمُ نفسٌّ
اغرسيها في التراب
ابعديها عن البحر والمطر و قاروة الماء
ومن يومها لم يرِ أحدٌ راهبَ الزقاق
جدتي تصبُّ الزيتَ على ظفيرتي لتخفّفَ قيظ الشمس
بدلَ الماء
يمنعوني من العرق…
قرّرتْ جدتي أن تحررَني
قالت: سأمرّرُ جسدها الصغير على الأديان
سأدُقُ لها الكنائسَ والمعابد والمساجد
وأزورُ بها الأولياء الصالحين
سأفتحُ لها “المندل”
وأهشُّ القبور
سأحُرّرُها
ربطتْ جدتي الـ”كشيده” على رأسها
وانتعلتْ التجوال
المستقبلُ يقهقهُ: وجهُ القرية الذي ستحِبُّهُ…جدولَ ماء.