فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

الوسادةُ التي تركتها الحديقة

محمد الشميري

المسافة بين كتفين
أبعد من مستحيلٍ معلّقٍ
في جهة الغياب

يسألني البحر عن سنوات الموج
كيف خطوتُها
ولم يلبس ضياعي أزرقَ الأمنيات؟!

شكرا لقهقهةٍ لم تحرك تجاعيدُها
حبةَ الرّمل الحزين

شكرا كما لايليق
بشجرةٍ تهامسُ جذعها المحشيّ بالظلّ القديم
شكرا للوسادة التي تركتها الحديقة
كي يغفو على ذاكرتها
جنوني المعطّل

شكرا للصدى
يسهر وحيدا دون قبعة
يسهر مثلما تقول الأغنيات
وحين يتلعثم الفجر
يؤذن الديك بعيدا
في أعالي الدمع

شكرا أيها الصمت
وأنت تبحث في جرابِ الوقت
عن صوفِ المرايا
عن شتاءٍ الوهم
عن دفء القصائد
والحنين
حنينيَ المزدوج
كعميلٍ عبقريّ
يكتب سيرته الذاتية
وهو يدخن غليونه المتقاعد
ينهي خدمة الموت
ويقبض روحه في الورق.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *