فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

في برلين…

هاني ملحم

 

في برلين
يهطل الغيم فراتا
لمن فقد ذاكرة النهر وضحكة النخيل
وتبتل وسائد اللاجئين ببردى
حين يصير الياسمين ليلهم الطويل.

في برلين
تضج الحقائب بالبكاء
ويقطع اللاجئون بسكاكين الغياب قلوبهم
إذا ما تبدى لهم وجه سورية ملاكا نبيا.

في برلين
يبحث اللاجئ عن حمامة
ليطعمها وجهه ويسقيها دمع الحنين
ليس عطفا عليها
لكنه لازال يؤمن أن الحمام بريد المهاجرين.

في برلين
تكشف القهوة عن وجهها اللئيم
ليصير الصباح حقل ألغام
يهدد اللاجئين بصوت فيروز
وإن لم يخافوا
تنفجر بهم كل الفصول.

في برلين
تضيق المسافة بين الآه والآه
وتصير الوجنة حلبة للدموع
من تجرح الشفتين أولا
ستحصد كل أزهار الضلوع.

في برلين
يقول لاجئ لامرأة شقراء:
الشمس أجمل في جبين والدي
والنجوم بين عيني أمي احتمال
تقول المرأة الشقراء:
لماذا تسقط الأقمار من عينيك
ورائحة المطر في صوتك سر لا يقال؟

في برلين
تجلس الأرصفة على وجوه اللاجئين
ويكتب الشيب اسمه
لاجئا في دفاتر حزنهم
ويعود من جديد
يعود الجدار بينهم وبين الحلم
يعود من جديد جدار برلين…

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *