وحيد أبوالجول
سأغادرُ الحياةَ في الصباحِ الباكرِ
لا لشيء مهم
فقط لأنَّه عليّ أنْ أغيرَ بعض التفاصيلِ
كالطريقِ الذي كنتُ أقطعه ذهابًا إلى المزرعة
والحصاة الصغيرة التي تدغدغ باطن قدمي
كذلك كتفي المترهل منذ عام
وقامتي القصيرة
أعتقدُ أنَّ كل شيء سيكون مختلفًا
الموسيقى
الطعام
الوقت الذي أقضيه في الجلوس تحت السماء
الأخبار التي تصلني مِنَ المدنِ البعيدة
ولأنّني كثير الأحلام سأبدأ مِن سريري
حيث الذاهبون إلى الغابات يمرون من هنا
سأبدأ مِن الراحةِ البسيطةِ
مِن حديثي الذي لا ينتهي عن أردافِ النساءِ
وكم هنَّ لطيفات في الّليل
سيكون الأمر مختلفاً
لذا عليَّ أنْ أجدَ فراغًا يكفي لنمو زهرة الخشخاش
ومساحةً لخزانةِ الكتبِ والملابسِ
أنْ أضيفَ بعض الدقائق لساعات النهار
ولأشياء تذكّرني بعتمةِ الغرفِ
كالأشباحِ والصور
عليَّ أنْ أغير كثيرًا مِن التفاصيلِ
لذا سأبدأ مِن حيث أقف
مِن حيث كون الطيور تشبه رأسي
وتشبه الراحة الملقاة على السريرِ والسفن العائدة مِن وراءِ السحبِ
كل شيء سيكون مختلفًا
وستكون الينابيع كالفتيات المسكونات بالدفءِ
والمطر زهري
زهري جدًا
سأبدأ مِنْ هنا
مِنْ حيث أقف